إن ظاهرة الاختلاف في طول الليل والنهار هي من الظواهر الكونية المذهلة التي تعكس عظمة قدرة الله -سبحانه وتعالى-. ويختلف الليل عن النهار في جوانب عديدة، كالتوقيت، وفي هذا المقال سنتناول بشكل شامل مسألة الاختلاف في طول الليل والنهار.
التباين في طول النهار والليل
- اليوم يتكون من 24 ساعة. ولكن تجدر الإشارة إلى أن طول الليل يختلف عن طول النهار، فهما ليسا متساويين.
- ويلاحظ في فصل الشتاء أن عدد ساعات الليل تزيد عن ساعات النهار، أما في الصيف فتقل عدد ساعات الليل.
- وفي فصلي الخريف والربيع، يتساوى طول النهار والليل في عدد الساعات.
- وترجع أسباب هذا الاختلاف بين الليل والنهار إلى ميل محور الأرض. وفي فصل الصيف، يميل الجزء الشمالي من الأرض نحو الشمس، مما يؤدي إلى أيام أطول.
- أما في الشتاء، فتبتعد الأرض عن الشمس، مما يجعل النهار أقصر والليل أطول.
كيف يحدث الليل والنهار
- وتتشكل ظاهرة الليل والنهار نتيجة دوران الأرض حول محورها، حيث تدور الأرض حول نفسها كل 24 ساعة.
- ويحدث النهار في الجزء المعرض لأشعة الشمس، بينما الجزء الآخر يكون في الظلام.
- ويختلف طول اليوم بين الأرض والكواكب الأخرى. ويبلغ طول اليوم على الأرض 24 ساعة، وعلى عطارد 1408 ساعة، وعلى زحل 11 ساعة، وعلى الزهرة 5832 ساعة.
- وظاهرة الليل والنهار تحدث بأمر الله -سبحانه- حيث خلق كل شيء في الكون بحكمة وحسب قدرته.
تأثير اختلاف النهار والليل على الإنسان
- تعتبر ظاهرة الليل والنهار من الظواهر الكونية المسيطرة التي يجب على الإنسان التكيف معها. في النهار هناك أعمال وأنشطة، وفي الليل يأتي وقت الراحة.
- وقد أمرنا الله تعالى في القرآن الكريم بذلك، ويجب الالتزام بأوامره حتى لا يحدث خلل في طبيعة الإنسان.
- لقد خلق الله تعالى الكون بحكمة بالغة، وأخضع كل شيء للإنسان، مثل ظاهرة تناوب الليل والنهار.
- ويجب على الإنسان أن يتأمل ويتأمل عظمة خالق الكون وجميع الكائنات الحية والمياه والبحار، دون أن يقتصر على هذه الظاهرة فقط.
أهمية الفرق في طول الليل والنهار
- إن الله -تبارك وتعالى- خلق الكون ترتيبًا حكيمًا، وتظهر فوائد ومكاسب كثيرة بسبب اختلاف النهار والليل للإنسان، منها:
- الفرق بين النهار والليل يساعد الإنسان على الحفاظ على صحته. وقد أمرنا الله – سبحانه – بالعمل بالنهار والراحة بالليل، كما جاء في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِسَابَةً وَالنَّوْمَ سِتْرًا وَجَعَلَ النَّهَارَ لَسْبًا). مكان الاستراحة.)
- وفي قوله – تبارك وتعالى -: (يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى. ذلكم الله ربكم له الملك) وتتجلى فيه قدرة الله -سبحانه وتعالى- على تغيير تعاقب الليل والنهار.
- وتعتبر ظاهرة اختلاف النهار والليل دليلاً على عظمة الله وقدرته، إذ تؤدي إلى تنظيم الوقت بين الدول، مما يعزز النظام والاستقرار.
- ويساهم هذا الاختلاف أيضًا في التوزيع المتوازن للحرارة في جميع دول العالم.
- ومن أبرز فوائد الفرق بين الليل والنهار تعزيز المناعة الطبيعية في جسم الإنسان، إذ أثبتت الدراسات وجود غدة لا تعمل إلا في فترات الليل.
هنا مزيد من المعلومات حول:
الفرق بين الليل والنهار في القرآن
- وقد أشار الله -سبحانه- إلى روعة خلقه وفرق الليل والنهار في كثير من الآيات القرآنية، ومن هذه الآيات:
- قال الله تبارك وتعالى: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء) السماء من الماء وأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها جميع الخلق وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون).
- قال الله تعالى: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب).
- وفي سورة الأعراف قال الله – تبارك وتعالى -: (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار لا هوادة فيه، والشمس والقمر والنجوم مسخرات لأمره، إن له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين).
- قال الله تعالى: (إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون).
- قال الله – سبحانه وتعالى – في سورة الرعد: (وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهار ومن كل الثمرات جعل فيها أزواجا والليل يغشى) إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
- قال الله -سبحانه-: (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا).
- قال الله تبارك وتعالى: (خلق السماوات والأرض بالحق، يقسم الليل على النهار، ويقسم النهار إلى ليل، وسخر الشمس والقمر كل يجري في شيء) أجل مسمى إنه هو العزيز الغفور).
- ومن الآيات التي تشهد لقدرة الله – سبحانه -: (تُولج الليل في النهار، وتولج النهار في الليل، وتخرج الحي من الميت، تُخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب).
- قال الله – سبحانه وتعالى -: (ولقد علم ربك أنك تقوم أقرب من ثلثي الليل ونصفه وجماعة ممن معك ويقدر الله الليل والنهار).
- قال الله تبارك وتعالى: (يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، وسخر الشمس والقمر كل يجري لغرض مخصوص. ذلك هو) الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه لهم ما يملكون من قطمير).
- قال الله – سبحانه وتعالى -: (والله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى) وفصل الأمر في الآيات لتكونوا على يقين بلقاء ربكم).
حكمة الله في خلق الليل والنهار
- إن الله – سبحانه – خلق الكائنات الحية والبحار والمحيطات والأنهار والكون بعناية، ووضع الشمس والقمر والنجوم في خدمة الإنسان.
- قال الله -سبحانه-: (يقسم الليل إلى نهار، ويقسم النهار إلى ليل)، وهذه الآية تعكس حكمة الله -تعالى- إذ جعل الأرض موطناً لجميع الكائنات الحية. وجعل الإنسان مسؤولاً عن سكنها.
- لو كانت الأرض كلها ليلاً لضاعت الحياة وبردت، ولو كان النهار دائماً لاحترقت الأرض وأصبح العيش عليها مستحيلاً.
- ولذلك جعل الله -سبحانه- الفرق بين النهار والليل سبباً لتنظيم الحياة وتنويعها بما يتوافق مع الطبيعة، حتى لا تنهار الأشياء ولا تفسد البيئة.