جلال الدين الرومي، المعروف أيضًا باسم مولانا، هو أحد أعظم علماء الصوفية. ولد محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي بكري في أفغانستان، حيث اشتهر بشعره ومعرفة الفقه الحنفي والخلاف والعديد من العلوم المختلفة.
انتقل مع والده إلى بغداد عندما كان في الرابعة من عمره، حيث تلقى تعليمه في المدرسة المستنصرية قبل أن يقوم والده برحلات متعددة.
وبعد فترة من التنقل استقر في قونية سنة 623 هـ. وفي هذا المقال سنتعرف على تفاصيل حياة جلال الدين الرومي وبعض أبرز أعماله.
حياة جلال الدين الرومي
- ولد في بلخ، إحدى مدن خراسان، المعروفة حاليا بأفغانستان، في السادس من ربيع الأول سنة 604 هجرية.
- ووافق هذا التاريخ 30 سبتمبر 1207م.
- وتنتمي عائلته رفيعة المستوى إلى عائلة مرتبطة بالعائلة الحاكمة، وكانت والدته مؤمنة خاتون ابنة خوارزم شاه علاء الدين محمد.
- كان والده يعرف باسم بهاء الدين، وكان يحمل لقب “سلطان العارفين” لعمق معرفته في علوم الدين والقانون والتصوف.
- وعندما غزا المغول، هاجرت عائلته إلى نيسابور، حيث التقى الرومي بالشاعر الصوفي فريد الدين العطار، الذي أهدى له ديوان أسرار نامة، الذي أثر بشكل كبير في مسيرته الشعرية والروحية.
- ذهب مع عائلته إلى الشام ثم إلى مكة لأداء العمرة، ثم استقروا في الأناضول بمدينة كرمان حيث توفيت والدته.
- تزوج جلال الدين من جوهر خاتون، وأنجب منها ولدا هو السلطان علاء الدين شلبي. ثم تزوج مرة أخرى بعد وفاة زوجته من ابنة الأمير العلم شلبي مليكة خاتون.
- وفي عام 1228م، انتقل والده إلى قونية بدعوة من علاء الدين كيقباد، حيث تولى إدارة مدرسة هناك، وتلقى جلال الدين تعليمه منه.
تعلم جلال الدين الرومي
- تتلمذ على الشيخ السيد برهان الدين، حيث أمضى نحو تسع سنوات يتعلم منه الدين والتصوف، حتى توفي برهان الدين سنة 1240م.
- ثم اتجه إلى التدريس والوعظ، ثم انتقل إلى دمشق حيث التقى بالشيخ محيي الدين ابن عربي الذي أهداه بعض مؤلفاته العربية وواصل دراسته هناك أربع سنوات.
- خلال فترة وجوده في دمشق، تطور الرومي أكاديميًا وروحيًا ودرس على يد نخبة من العلماء.
- عاد إلى قونية عام 1244 م. كان الرومي مسلمًا متدينًا، لكنه اجتذب أيضًا العديد من أتباع الديانات المختلفة، حيث كان يعامل جميع الأديان باحترام.
- استخدم الجانب الفني في شعره وموسيقاه، وشجع الصوت والموسيقى كوسيلة لتحقيق السلام والطمأنينة النفسية.
- وبعد وفاته، واصل ابنه السلطان نشر تعاليمه التي أصبحت تعرف بالنظام المولي، وانتشرت في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، ليمتد صداها إلى العالم الغربي في العصر الحديث.
أبرز أعمال جلال الدين الرومي
كتب جلال الدين الرومي العديد من الكتب التي نالت شهرة واسعة وكان لها صدى كبير في العالم الغربي، منها:
كتاب الديوان العربي
- يتناول هذا الكتاب مجموعة من أروع المقاطع الشعرية، وقد قام بترجمته ونشره الأديب التونسي البشير قهوجي.
- صدر الكتاب عن المجمع التونسي للعلوم والفنون.
كتاب قواعد العشق الأربعون
- وتتناول حياة القرن الثالث عشر، حيث تعتبر العلاقة بين شمس التبريزي وجلال الدين الرومي أحد المحاور الأساسية للرواية.
- يستكشف الكتاب الصراعات الدينية والحاجة الماسة للحب في ذلك الوقت للتغلب على الكراهية والتعصب.
كتاب ديوان شمس التبريزي
- يحتوي هذا الكتاب على ستين ألف بيت من الشعر الصوفي يتناول موضوع الحب والغزل.
كتاب المجالس السبعة
- ويسلط الضوء على المجالس الصوفية الرمزية، ويناقش التربية الروحية، بالإضافة إلى كيفية تحقيق التوازن بين العقل والقلب.
كتاب بين الصوفية والمتكلمين
- يستعرض هذا الكتاب الدراسة الصوفية لجلال الدين الرومي وما يتعلق بتطور الطريقة الصوفية، بالإضافة إلى علاقته وآرائه الشخصية في الصوفية.
كتاب وفيه شيء
- يستكشف الكتاب القضايا الأخلاقية والصوفية، ويقدم تفسيرات لبعض الآيات والأحاديث، ويقدم فهمًا للفكر الصوفي لجلال الدين الرومي.
كتاب رباعيات جلال الدين الرومي
- يحتوي هذا الكتاب على 1695 رباعية تتحدث عن رحلة الإنسان نحو الحقيقة، وثلاثة آلاف وثلاثمائة وواحد وثمانون بيتاً شعرياً.
احجز من بلخ إلى قونية
- ويستعرض الكتاب سيرته ونشأته، ويتحدث عن حياته في قونية والشخصيات التي أثرت فيه.
كتاب رسائل جلال الدين الرومي
- ويحتوي على مائة وخمسين رسالة مكتوبة باللغة الفارسية، تتناول مواضيع أخلاقية وموجهة إلى الملوك ورجال الدولة.