يعتبر ابن دقيق العيد من العلماء الذين حققوا مكانة مرموقة في المجتمع، ولهذا يسعى الكثير من الأفراد للتعرف بشكل أعمق على هذا العالم البارز.
ابن طحين العيد
يُصنف ابن دقيق العيد من أبرز العلماء في تاريخ العلوم، لذا سنستعرض بعض التفاصيل المهمة عنه من خلال ما يلي:
- ولد سنة 625هـ، ومحل ولادته إحدى المدن الساحلية المطلة على البحر الأحمر.
- وُلِد بينما كان والداه يؤديان مناسك الحج، حيث حمله والده أثناء الطواف حول الكعبة، داعياً أن يصبح ابنه عالماً.
- كان ابن دقيق شغوفًا بالعلم، حيث تنقل بين العديد من البلدان مثل الإسكندرية ودمشق والقاهرة لدراسة العلوم المختلفة.
- شغل العديد من المناصب المهمة، منها القضاء في العصر المملوكي، وعمل في مهنة التدريس لفترة طويلة.
- كما برع في كتابة الشعر والخطابة، حتى أصبح من أبرز علماء الفقه.
- توفي هذا العالم الجليل سنة 702 هـ.
سبب تسمية ابن دقيق العيد
هناك تساؤلات حول سبب تسمية محمد بن علي بن وهب القوصي بـ”ابن دقيق العيد”، ولذلك سنلقي الضوء على سبب ذلك فيما يلي:
- ويعود لقب “ابن دقيق” إلى جده الذي كان يعيش في صعيد مصر، حيث كان يلبس الملابس البيضاء الناصعة في أول أيام العيد.
- كما كان يرتدي قبعة بيضاء على رأسه ويتجول في الشوارع، مما منحه مكانة مرموقة بين أهل منطقته.
- ومن هنا أطلق عليه الناس هذا اللقب الذي ارتبط بجده.
طلاب ابن دقيق العيد
أمضى ابن دقيق العيد فترة طويلة في التدريس، مما أدى إلى أن تتلمذ عليه العديد من الطلاب، منهم:
- شمس الدين بن جميل، الذي ارتقى إلى مكانة مرموقة في المجال القضائي.
- شمس الدين بن حيدرة، وكان رئيساً للقضاء.
- أثير الدين أبو حيان الغرناطي من أعلام مجتمعه.
- كما كان لابن دقيق كثير من الطلبة الآخرين مثل فتح الدين اليماري، وشمس الدين بن عدلان، وغيرهما.
Sheikhs of Ibn Daqiq
تتلمذ ابن دقيق العيد على يد العديد من المشايخ الذين كان لهم الفضل في تشكيل شخصيته العلمية، منهم:
- وقد ساهم والده مجد الدين القشيري بشكل كبير في تعليمه القرآن الكريم وفهم الأحاديث الشريفة.
- أبو الفضل يحيى بن القرشي، وكان قاضي القضاة، والحافظ المنذري.
- الحافظ أبو الحسين العطار وتتلمذ عليه أيضًا.
- وقد اتبع المذهبين الإمام مالك والإمام الشافعي مما أثرى علومه الدينية.
- كما أخذ علم النحو واللغة العربية عن أبي الفضل المرسي.
مؤلفات ابن دقيق العيد
ترك ابن دقيق العيد إرثًا علميًا كبيرًا من الكتب، ومن أبرز مؤلفاته:
- كتاب “جامع معرفة أحاديث الأحكام” وهو مؤلف من عدة مجلدات.
- كتاب شرح “كتاب التبريزي” في الفقه.
- كتاب يتضمن «شرح مقدمة المطرزي» في أصول الفقه، و«الطرح في بيان الاصطلاح».
- بالإضافة إلى كتاب “شرح مختصر ابن الحاجب”، و”شرح الأربعين النووية”، و”إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام”.
آراء العلماء في ابن دقيق
هناك العديد من الآراء المختلفة التي تعبر عن تقييمات العلماء لابن دقيق، منها:
- وقد وصفه ابن سيد الناس بأنه من العلماء الفريدين الذين استطاعوا أن يجمعوا بين مختلف العلوم بطريقة إبداعية، وتميز بمهارته في شرح الأحاديث، حيث قال: (لم أر مثله في أحد) رأيت ولم أحمل مثله في أحد رأيته ورويته، وكان جامعا للعلوم).
- وأشار إلى براعته في معرفة أسباب الحديث، واعتبره فريدا في هذا الفن في عصره.
- أما الإدفاوي، فقد أشار إلى حكمته وقدرته الفائقة على التعامل مع مختلف القضايا بعقل متفتح، فقال عنه: (إنه تقيّ طاهر، يسلك الطريق الذي لا اعوجاج فيه ولا موت). النهاية، ويحصل على صفات الفضيلة بفنون وطرق متعددة).
- كما أثنى عليه بقوله إن جوهر عقله لا يتأثر بالشبهات، وكان شديد الإدراك عند مواجهة المشاكل.