يعد نهر العاصي من الأنهار البارزة في الوطن العربي، حيث أن المواقع الجغرافية التي يتدفق فيها نهر العاصي واضحة: لبنان، تركيا، وسوريا.
ينبع نهر العاصي من منطقة البقاع الأعلى في لبنان، ويصب في البحر الأبيض المتوسط بعد مروره بسوريا وتركيا. ويبلغ طول النهر حوالي 571 كيلومتراً، ويمر عبر مجموعة من الجبال في لبنان وصولاً إلى الجمهورية السورية.
موقع نهر العاصي
ينبع نهر العاصي من الينابيع الجوفية في لبنان، وتحديداً في وادي البقاع الشرقي. وهذه بعض المعلومات الأساسية عن موقعه:
- ويتدفق نهر العاصي عبر سلاسل جبال لبنان إلى الأراضي السورية، ثم يمر ببحيرة قطينا ويتجه شمالاً.
- ويصل بعد ذلك إلى منطقة تعرف باسم الغاب، ثم يدخل الأراضي التركية من الاتجاه الغربي ويصب في البحر.
- وما يميز هذا النهر هو خاصيته الفريدة وهي جريانه العكسي من الجنوب إلى الشمال.
- تبلغ مساحة مياه النهر 8880 ميلاً مربعاً ويبلغ طوله 355 ميلاً.
مجرى نهر العاصي
ويتدفق نهر العاصي عبر مناطق مختلفة، منها التلال والسهول والجبال، وتتوزع مساراته على النحو التالي:
- وتزين مساراتها في الجمهورية اللبنانية كروم العنب وأشجار الزيتون والصنوبر.
- ويتميز مساره في الجمهورية السورية بالغابات والسهول، ويحتضن مجموعة متنوعة من الطيور والزواحف.
- وتشمل مساراته في تركيا غابات البلوط والبحيرات التي تعج بالزواحف والقطط والطيور المغردة، وكذلك الذئاب.
أهمية نهر العاصي
يحصل لبنان على 6% من مياه نهر العاصي، بينما تحصل تركيا على 36%، وسوريا على 58%. وتنبع أهمية النهر من النقاط التالية:
- ويزود النهر بالمياه مساحة تزيد على 3500 كيلومتر مربع، مما يسمح للسكان المحليين باستخدام مياه النهر لري المحاصيل والخضروات والفواكه.
- وقد تم استصلاح العديد من الأراضي الزراعية على ضفتي النهر وتزويدها بأنظمة الري التي تساهم في كفاءة تدفق المياه.
سبب تسمية نهر العاصي
اشتق نهر العاصي اسمه من صعوبة استخراج الماء منه دون استخدام النواعير. وهناك أسباب أخرى وراء الاسم، منها:
- يُعتقد أن الاسم مشتق من الاتجاه العكسي لتدفق المياه شمالًا.
- وتشير بعض الأساطير إلى أنه كان اسمه “تيفوس”، وهو تنين أصابه البرق واختبأ تحت الأرض، ثم تغير اسمه إلى العاصي.
روافد وسدود نهر العاصي
تعتمد روافد نهر العاصي على هطول الأمطار الغزيرة وذوبان الثلوج، ومن أبرز روافده ما يلي:
- أنا أقبل النهر.
- نهر عين الزرقاء.
- نهر عفرين.
- نهر البارد .
- تم إنشاء العديد من السدود الكبرى، مثل سد الرستن، وسد العشارنة، وسد محردة.
أهم منابع نهر العاصي
يحتوي نهر العاصي على عدد من المصادر أبرزها منابع اللبوة ورأس بعلبك، بالإضافة إلى:
- منابع الزععة في شمال لبنان.
- مصادر عين الفليقة.
- عين الزرقاء.
- شواغر الهرمل.
الأهمية السياحية لنهر العاصي
يشتهر نهر العاصي بنشاط السباحة، حيث يعتبر من أشهرها في مجال السياحة العالمية. ويتميز أيضًا بما يلي:
- وتناسب الشلالات النقية وأمواجها ممارسة الرياضات المائية المختلفة.
- تم إنشاء مجموعة من الأندية الرياضية التي تقدم خدمات متنوعة مثل المطاعم والكافيهات.
- ولذلك أصبح نهر العاصي وجهة مميزة للباحثين عن المغامرات.
- تم بناء أكبر النواعير على ضفاف النهر، وتعتبر من النواعير الخشبية التي تحمل الماء وتصعده إلى الأعلى.
- تعتبر سواقي مدينة حماة من الوجهات السياحية التاريخية لما تحتويه من آثار تعود إلى العصر الروماني.
المسار الجغرافي لنهر العاصي
يتساءل الكثير من الناس عن موقع نهر العاصي الذي يجري شمالاً في لبنان ويمر بالقرب من بلدة الهرمل في سوريا، ويستمر على النحو التالي:
- ويمتد نهر العاصي عبر مدينتي حمص وحماة السوريتين، ثم يصل إلى منطقة الغاب الخصبة، متجهاً نحو الحدود السورية التركية.
- وبعد ذلك يتجه غرباً ليصب في البحر الأبيض المتوسط.
- وتساهم روافده الوفيرة في تغذيته خلال رحلته.
الأهمية التاريخية لنهر العاصي
يستمد نهر العاصي قيمته التاريخية من كونه نقطة انطلاق لطرق التجارة وحركة المرور من الشمال إلى الجنوب، وتنبع أهميته من النقاط التالية:
- وتتلاقى مسارات النهر إلى الشمال والشمال الشرقي عند أنطاكية، حيث يتبع مجرى النهر إلى حمص، حيث يقع سد الرستن.
- وفي الواقع، يشكل سد الرستن مفترق طرق رئيسياً نحو سوريا ودمشق وجنوب البلاد.
- مرت الجيوش وحركة المرور من وإلى مصر عبر الوديان على طول نهر العاصي.
- شهد النهر معركة قادش بقيادة رمسيس الثاني.
- كما حدثت معركة قرقار بين الملك شلمنصر الثالث والنهر نفسه.
- واجه نهر العاصي أحداث معركة الجسر الحديدي بالقرب من الجسر الروماني التاريخي.
- وعلى الرغم من أن النهر غير صالح للملاحة، إلا أنه لا يزال يلعب دورًا مهمًا بفضل الطرق المبنية على ضفتيه.
المناخ في المناطق المحيطة بنهر العاصي
ويقدر متوسط هطول الأمطار في منطقة نهر العاصي بحوالي 644 ملم سنوياً، ويبلغ متوسط درجة الحرارة حوالي 16 درجة مئوية. فيما يلي بعض التفاصيل الإضافية:
- مناخ لبنان شبه جاف إلى جاف، ويبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي 400 ملم.
- وتتراوح كمية الأمطار في لبنان بين 500 إلى 1500 ملم في المناطق الجبلية في سوريا.
- ثم تنخفض مرة أخرى إلى ما بين 400 و600 ملم في الجزء الشرقي مما يجعلها منطقة انتقالية بين مناخي شرق الأناضول والبحر الأبيض المتوسط.