الحصبة

الحصبة مرض فيروسي خطير للغاية ومعدٍ للغاية. ينتمي الفيروس المسبب لمرض الحصبة إلى عائلة Paramyxovirus، حيث تنتقل العدوى عن طريق الاتصال المباشر مع شخص مصاب، أو عن طريق انتشار الفيروس في الهواء. ويصيب الفيروس الجهاز التنفسي للفرد، ثم ينتشر بعد ذلك إلى أجزاء أخرى من الجسم. وتجدر الإشارة إلى أنه قبل اكتشاف اللقاح ضد هذا الفيروس عام 1963، كان عدد الوفيات الناجمة عن مرض الحصبة يقدر بنحو 2.6 مليون حالة وفاة سنويا. وعلى الرغم من توفر لقاح آمن وفعال، فإن عدد الوفيات الناجمة عن مرض الحصبة في عام 2017 بلغ نحو 110 آلاف حالة، وكان النصيب الأكبر من هذه الوفيات للأطفال دون سن الخامسة.

أعراض الحصبة

تظهر أعراض الحصبة بعد 9 إلى 11 يومًا من الإصابة. وتترافق الإصابة دائمًا بالحمى، بالإضافة إلى ظهور واحد على الأقل من ثلاثة أعراض رئيسية، بما في ذلك: التهاب الملتحمة، والسعال، والتهاب الأنف أو سيلان الأنف. قد يظهر أيضًا طفح جلدي بني محمر بعد حوالي 3-4 أيام من ظهور الأعراض، حيث يبدأ عادةً خلف الأذنين، قبل أن ينتشر تدريجيًا إلى بقية الجسم. ومن المهم الإشارة إلى أن الحمى قد تصل في بعض الأحيان إلى 40.6 درجة مئوية وقد تستمر لعدة أيام، كما يمكن أن تنخفض ثم ترتفع مرة أخرى عند ظهور الطفح الجلدي. تشمل الأعراض الأخرى المرتبطة بالحصبة ما يلي:

  • احتقان وتهيج العين.
  • زيادة الحساسية للضوء.
  • الشعور بألم عام في الجسم.
  • السعال المتكرر.
  • تظهر بقع كوبليك في الفم، وهي عبارة عن بقع بيضاء صغيرة رمادية اللون مع مركز أبيض مزرق، تظهر على الجانب الداخلي من الخدين والحلق.

مضاعفات الحصبة

هناك مجموعة من المضاعفات الصحية المحتملة لمرض الحصبة، منها:

  • الالتهاب الرئوي: يعد الالتهاب الرئوي من المضاعفات الشائعة، وقد يصاب بعض الأفراد بالتهاب رئوي حاد يؤدي إلى الوفاة في حالات ضعف المناعة.
  • عدوى الأذن: تعد عدوى الأذن البكتيرية من أكثر مضاعفات الحصبة شيوعًا.
  • التهاب الدماغ: تظهر على حوالي واحد من كل ألف شخص مصاب بالحصبة علامات التهاب الدماغ، والتي قد تظهر مباشرة بعد الإصابة أو بعد عدة أشهر.
  • مشاكل في الجهاز التنفسي: قد تؤدي الحصبة إلى التهاب الحنجرة أو التهاب الشعب الهوائية، بالإضافة إلى الخناق.
  • مشاكل الحمل: قد تسبب إصابة الأم الحامل بمرض الحصبة مشاكل مثل انخفاض وزن الجنين، أو الولادة المبكرة، أو حتى وفاة الأم.

علاج الحصبة

العلاجات الصيدلانية

حتى الآن، لا يوجد علاج محدد للشفاء من مرض الحصبة، حيث تميل الأعراض إلى الزوال من تلقاء نفسها خلال فترة تتراوح من 7 إلى 10 أيام. تشمل خيارات العلاج ما يلي:

  • لقاح الحصبة: يمكن للأفراد الذين لم يتلقوا اللقاح من قبل، بما في ذلك الرضع، الحصول على اللقاح خلال 72 ساعة من التعرض للفيروس للحد من تطور الأعراض. إذا ظهرت الأعراض على الرغم من تلقي اللقاح، فغالبًا ما تكون خفيفة وتستمر لفترة قصيرة.
  • الجلوبيولين المناعي: يوصى بالعلاج بالجلوبيولين المناعي في حالات ضعف المناعة أو الرضع أو الأمهات الحوامل. ويجب تناول هذا العلاج خلال ستة أيام من التعرض للفيروس للمساعدة في تخفيف الأعراض أو منع ظهورها بشكل كامل.
  • مسكنات الحمى: يمكن استخدام أدوية مثل الأيبوبروفين والباراسيتامول لتخفيف الحمى والألم، مع ضرورة الالتزام بالجرعة المناسبة وتجنب إعطاء الأسبرين للأطفال دون سن 16 عاماً.
  • فيتامين أ: تناول مكملات فيتامين أ يساهم في تقليل حدة المرض لدى الأفراد الذين يعانون من نقص الفيتامين، وكذلك عند الأطفال دون عمر السنتين، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء بتناوله بشكل نهائي. المكملات الغذائية.
  • المضادات الحيوية: على الرغم من أن المضادات الحيوية لا تقضي على الفيروس المسبب لمرض الحصبة، إلا أن الطبيب قد يوصي بها إذا تطورت عدوى بكتيرية نتيجة للمرض، مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الأذن.

العلاجات المنزلية

هناك بعض العلاجات المنزلية التي يمكن أن تخفف من أعراض الحصبة، بما في ذلك:

  • ترطيب الهواء للمساعدة في تخفيف السعال.
  • شرب الماء الدافئ مع ملعقة صغيرة من عصير الليمون وملعقتين من العسل لتخفيف السعال.
  • تجنب التدخين بالقرب من الشخص المصاب.
  • ارتداء النظارات الشمسية لتقليل حساسية الضوء.
  • الحرص على شرب كميات كافية من السوائل لتجنب الجفاف.
  • تجنب ذهاب المصاب إلى المدرسة أو العمل لمنع انتقال العدوى.