نشأة أندريه جيد

ولد الكاتب الفرنسي أندريه بول غيوم جيد في العاصمة باريس عام 1869م، وهو الابن الوحيد لوالديه. كان والده أستاذًا للقانون في جامعة باريس، وتوفي عندما كان جيد في الحادية عشرة من عمره. كانت طفولة أندريه صعبة للغاية، حيث توفي والده مبكرًا وكان يعاني من مشاكل صحية عديدة.

التعليم والثقافة في حياة أندريه جيد

بعد وفاة والده، أصبح جيد قريبًا جدًا من والدته، مما جعله ينشأ في بيئة أنثوية إلى حد ما. أثرت حالته الصحية والنفسية على مسيرته التعليمية، إذ تنقلت فترة تعليمه بين الدروس الخصوصية والمدرسة الحكومية. درس في المدرسة الألزاسية في باريس، لكنه لم يتمكن من الالتزام بسبب مشاكله الصحية، فقرر العودة للدراسة مع مدرسين خصوصيين في منزله.

الحياة المهنية لأندريه جيد

كانت مسيرة أندريه جيد المهنية مكرسة إلى حد كبير للأدب، وفيما يلي لمحة عامة عن أهم مراحل حياته المهنية:

  • في عام 1891، نشر جيد روايته Les Cahiers d’Andre Walter.
  • وبين عامي 1893 و1894، قام برحلة إلى شمال أفريقيا حيث استكشف طريقة الحياة العربية من حيث المعتقدات والعادات الاجتماعية.
  • وفي عام 1896، تم انتخابه عمدة لبلدية في منطقة نورماندي، ليصبح أصغر شخص يشغل هذا المنصب.
  • بين عامي 1926 و1927، زار المستعمرات الفرنسية في أفريقيا، بما في ذلك الكونغو وتشاد والكاميرون، وكتب عن تجاربه في مقاومة الاستعمار الفرنسي.
  • وفي عام 1942م انتقل إلى تونس حيث كتب عن ذكرياته الماضية.
  • في عام 1908، أسس المجلة الأدبية La Nouvelle Revue Francaise.
  • وفي عام 1923، نشر كتابًا عن الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي.
  • وفي عام 1924، نشر سيرته الذاتية التي توثق مسيرته المهنية.

الجوائز والأوسمة

حصل أندريه جيد على عدة جوائز تقديراً لإنجازاته، أبرزها:

  • حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1947، وذلك تقديراً لإبداعاته الأدبية التي عكست بدقة النفس الإنسانية.
  • منحته جامعة أكسفورد درجة الدكتوراه الفخرية في الأدب عام 1947 تقديرًا لفنه الأدبي المتميز.

إنجازات وأعمال أندريه جيد

ألف أندريه جيد العديد من الكتب أبرزها:

كتاب “كوردون”.

ألف أندريه جيد كتاب “كوريدون” على مدى الأعوام ما بين 1911 و1920، وتم نشره تجاريا لأول مرة عام 1924. ويتناول الكتاب تاريخ المثلية الجنسية في الحضارات القديمة، ويعرض رأي المجتمع في هذه القضية، كما يكشف جيد عن ميوله الجنسية. التوجه الذي لم يجد قبولا في مجتمعه. يقع الكتاب في 161 صفحة.

كتاب “قوة الأرض”

في عام 1897، كتب جيد روايته ثمار الأرض بينما كان يعاني من مرض السل. يعكس الكتاب مفاهيم الوجودية من خلال قصة طفل يعاني من مرض يمنعه من أن يعيش حياته بشكل طبيعي، ويطمح إلى الفرح الجسدي والروحي. يقع الكتاب في 224 صفحة.

كتاب “الباب الضيق”

صدر كتاب “الباب الضيق” عام 1909م، ويتناول قصة الشاب جيروم الذي يقع في حب ابن عمه. تُظهر الرواية مشاعر إنسانية عميقة، وقد ترك الكاتب النهاية مفتوحة، وعدد صفحات الكتاب 141 صفحة.

كتاب “سيمفونية الحقول”.

صدرت رواية “السيمفونية الرعوية” عام 1919 وكانت موضوع فيلم يحمل نفس الاسم عام 1946. وتحكي القصة عن رجل يعيش في الجبال ويعتني بفتاة عمياء وصماء. عدد صفحات الكتاب 82 صفحة.

كتاب “الذرائع”.

كتاب “الأعذار” يقع في 352 صفحة، وهو عبارة عن تأملات في قضايا أدبية وأخلاقية، ويتضمن مذكرات طويلة عن علاقاته الشخصية ونقدًا للعادات المجتمعية.

كتاب “المزورون”

صدر كتاب “المزورون” عام 1925م، وهو يتناول المواضيع الجنسية بجرأة، بالإضافة إلى انتقاده لأخلاق الطبقة الوسطى في المجتمع الفرنسي. يتضمن الكتاب مقتطفات من “دفاتر اليشم” ويقع في 551 صفحة.

كتاب “اللاأخلاقي”.

صدر كتاب «اللاأخلاقي» عام 1902، ويعرض فيه جيد قصة رجل يجد نفسه في صراع مع ميوله المثلية، وهو ما يضفي على الكتاب طابعًا جريئًا يتحدى الأعراف السائدة. يقع الكتاب في 144 صفحة.

كتاب “إيزابيل”.

تدور أحداث رواية “إيزابيل” الصادرة عام 1911، حول شاب يدعى جيرار لاكاس، يستعرض ذكرياته عن فتاة أحبها بشغف خلال فترة دراسته.

وفاة أندريه جيد

توفي أندريه جيد في باريس في 19 فبراير 1951، عن عمر يناهز 81 عامًا، بعد حياة مليئة بالصراعات والمآسي، حيث كان يحاول الموازنة بين رغباته وطموحاته وقيود المجتمع.

اقتباسات من أعمال أندريه جيد

ومن بين الاقتباسات الملهمة في عمل جايد:

  • من الأفضل أن تكون مكروها لما أنت عليه من أن تكون محبوبا لما ليس لك.
  • لا يمكن للإنسان أن يكتشف محيطات جديدة إلا إذا امتلك الشجاعة لتخطي الشاطئ.
  • كن صادقاً مع ما في نفسك.
  • لقد قيل كل شيء بالفعل، ولكن بما أنه لم يكن هناك من يستمع، علينا أن نبدأ من جديد.
  • لا تفعل ما يستطيع غيرك فعله، ولا تقل أو تكتب ما يستطيع غيرك فعله.

ويعتبر أندريه جيد من الروائيين البارزين الذين ساهموا في تطور الأدب الفرنسي، إذ طرح بجرأة القضايا الأدبية والأخلاقية واستطلع أعماق المشاعر الإنسانية من خلال كتاباته.