تعتبر قبائل حاشد في اليمن من أكبر القبائل ذات التاريخ الطويل. وتتمتع هذه القبيلة بنفوذ عسكري وسياسي كبير منذ إعلان النظام الجمهوري. وفي هذا المقال سنستعرض معلومات عن قبائل حاشد وأهميتها التاريخية في اليمن.
تعريف بقبائل حاشد في اليمن
تعود أصول قبائل حاشد إلى قبائل همدان المعروفة منذ القدم، وتنتسب إلى جشم بن حبران بن عمرو بن حمدان. بدأت شهرة القبيلة من دعمها للدعوة الزيدية التي نشأت مع الإمام الهادي في أواخر القرن الثالث الهجري، مما جعل أرضهم مركزا لصناعة تاريخ الأئمة الذين اتخذوا مواقعهم في المعارك أو المساندة.
الموقع الجغرافي لقبائل حاشد في اليمن
وتتواجد قبائل حاشد في مختلف مناطق اليمن، ومنها انتشارها من مديرية سنحان الواقعة جنوب العاصمة صنعاء، وصولاً إلى جنوب محافظة صعدة شمالاً، ومن تهامة غرباً إلى محافظة صعدة شمالاً. محافظة الجوف شرقاً. وتعتبر محافظة عمران المعقل التاريخي للقبيلة.
وتعتبر قبيلة بني صارم من أكبر فروع قبائل حاشد إلى جانب قبائل الأضر والخريف والعصمات. كما تتفرع من هذه القبائل قبائل أخرى، بالإضافة إلى تحالفها مع قبائل يمنية أخرى. وبعد إعلان الجمهورية، انتقل العديد من رجال القبائل إلى العاصمة صنعاء ليستقروا هناك.
التركيبة السكانية لقبائل حاشد في اليمن
ويتكون غالبية سكان قبائل حاشد من الشباب، وينتمون إلى المذهب الزيدي. ويعرف رجال هذه القبيلة بتمسكهم بقيمهم وتراثهم القبلي، وهو ما يبرز اعتزازهم لدى اليمنيين. وقد أدى ضعف التعليم بالعديد منهم إلى الانضمام إلى الجيش أو الميليشيات المسلحة.
ورغم أن هذه القبيلة كانت نشطة في الحرب، إلا أن نسبة صغيرة منهم اتجهت إلى التعليم أو الوظائف العامة أو التجارة. ومنذ عام 2014، تقوم جماعة الحوثي بتجنيد رجال القبائل بعد سيطرتها على صنعاء، ولا تزال الحرب مستمرة حتى يومنا هذا.
التوجهات السياسية لقبائل حاشد
وتتميز التوجهات السياسية لقبائل حاشد بالنقاط التالية:
- كان الصراع بين الإمامة وقبيلة حاشد من السمات البارزة للحياة السياسية مطلع القرن العشرين، حتى إسقاط حكم الإمامة.
- ظهرت القبيلة كعامل رئيسي خلال الحرب الأهلية وكان لرجالها تأثير كبير على جيش الجمهورية الجديد.
- تم استخدام العادات القبلية كوسيلة للتفاوض من قبل زعماء القبائل بهدف إنهاء الصراع خلال الحرب الأهلية. وعقدت ثلاثة مؤتمرات للمصالحة الوطنية، مما عزز نفوذ القبيلة وساهم في وقف الحرب الأهلية.
- وشكلت قبيلة حاشد المجلس الأعلى للمشايخ بالتعاون مع القبائل الأخرى، وتم دمجه مع السلطة التشريعية، مما أعطى شيوخ القبائل دورا فعالا في صياغة مشروع دستور الجمهورية المعتمد عام 1970.
- وبعد تولي علي عبد الله صالح، أحد أبناء قبيلة حاشد، السلطة، اتبع سياسة التهدئة ومنح المزيد من السلطة والنفوذ لشيوخ القبيلة والقبائل الأخرى، مع استمرار الهياكل التشريعية والتنفيذية وتقاسم الموارد مع مؤسسات الدولة.
وفي الختام، يتضح من المعلومات عن قبائل حاشد في اليمن أن لها دوراً سياسياً بارزاً في ظل الأزمات والحروب الحالية. تجدر الإشارة إلى أن القبائل شهدت انقساماً نتيجة التنافس بين حزبي الإصلاح والمؤتمر.