سبل العيش
الرزق هو ما يقدمه الله من خيرات وعطايا تساهم في نفع الإنسان. لقد تكفل الله بمعيشة عباده، سواء كان ذلك للمؤمنين أو للكافرين. إلا أن رزق الله للمؤمنين يختلف عما يناله غير المؤمنين؛ لقد وعد الله عباده المتقين بالخير والصلاح، بينما يأتي رزق الكافرين والعصاة مثقلا بالكد والتعب بلا بركة. قال الله تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب”. والكافر يجتهد في كسب لقمة عيشه، وما يحصل عليه بقدر الله. أما المؤمن فيعيش مطمئناً بإيمانه بأن الله تعالى خلقه ورزقه، مما يجعله يركز على عبادة الله مع الاستمرار في السعي للحصول على الرزق، كما أوصى الله: “وفي السماء رزقكم وما لقد وعدت.” ولذلك يطرح سؤال مهم: هل يقتصر الرزق على المال فقط، أم له أشكال أخرى متنوعة؟
أنواع الرزق
يعتقد الكثير من الناس أن الرزق يقتصر على المال، وهذا تصور ضيق. وأنواع سبل العيش أكثر تنوعا وشمولا. تشمل أنواع سبل العيش المحور الرئيسي لحياة الإنسان وما يساعده على العيش، ومن هذه الأنواع ما يلي:
- رزق الإيمان: من يؤمن بالله حقاً ينال رزقاً واسعاً، فإن الإيمان يؤدي إلى دخول الجنة والسعادة في الدنيا والآخرة.
- توفير العلم والحكمة: العلم إرث الأنبياء، والحكمة من أعظم العطايا. قال الله تعالى: “ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا”.
- الصحة والعافية: الصحة نعمة عظيمة، وفقدانها يعني فقدان الكثير من النعم.
- توفير المال: المال هو ما يحتاجه الفرد لتلبية احتياجاته ومتطلباته اليومية.
- توفير الزوجة الصالحة: المرأة الصالحة من نعم الله على عباده، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة». “.
- توفير الذرية الصالحة: تعتبر الذرية الصالحة من أغلى ما يمكن أن ينعم به الفرد في هذه الدنيا، فهي مصدر للسعادة والبهجة.
- الرزق على حب الناس: يتمتع الإنسان المحبوب من الناس بالرزق الوفير، بينما يعتبر المنبوذ بعيداً عن محبتهم.
تعريف الرزق
والرزق هو ما ينفع الناس من المال والزراعة والتجارة وغيرها من المواد أو المعنويات. لقد كتب الله لكل إنسان رزقه وأجله، ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها. ويدل على ذلك الحديث الشريف: «يا أيها الناس اتقوا الله، وكرموا الطلب، فإنه لن تموت نفس حتى يقبض رزقها». ولذلك يجب على الإنسان أن يسعى في تحقيق معيشته دون الاعتماد على القدر وحده، لأن الله أمر بالسعي والعمل من عبادته.
كيفية جلب الرزق
وكما أشرنا سابقًا، لا ينبغي للمسلم أن يعتمد فقط على وعد الله في الرزق. وإلا فعليه أن يؤمن بالله ويتوكل عليه ويجتهد في العمل للحصول على الرزق. تختلف سبل العيش بين أفراد المجتمع، وعلى المسلم أن يبحث في الأسباب التي قد تجعل معيشته محدودة. ومن هذه الأسباب ما يلي:
الإيمان بأن الرزق مقدر
وعلى المسلم أن يؤمن بأن الرزق من عند الله، ويدرك أن هناك أسباباً تؤدي إلى نقصان الرزق أو زيادته. وتشير الأحاديث إلى أن الكلمة الأخيرة في تحديد الرزق تأتي من الله وحده.
الابتعاد عن الذنوب والمعاصي
إن الذنوب والمعاصي تؤدي إلى منع الرزق، لذلك في حالة الكسب المحدود يجب على المسلم التوبة والاستغفار، آملاً أن يعود رزقه إلى ما كان عليه. ومن أهم أسباب منع الرزق الزنا الذي حذر منه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «الزنا يسبب الفقر».
صلة الأقارب تجلب الرزق
قطع الروابط الأسرية يؤثر سلباً على المعيشة، لذا يجب على الفرد أن يحافظ على ارتباطه بأقاربه ويعمل على الإحسان إليهم. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من أحب أن يوسع له في رزقه، وينسى أجله، فليتق الله، ويصل رحمه».
الصدقة تجلب الرزق
تعتبر الصدقة من أهم وسائل جلب الرزق. ومن يتصدق فهو آمن من قلة المال، بل وقد يبارك الله له في رزقه. يقول علي بن الحسين: “اجتمع علي بن أبي طالب وأبو بكر وعمر… في الرزق الذي يجلبه الله للعبد، يأتيه الله به، فتتصدقوا عليه”.