تكثر الاستفسارات عن المرأة التي كفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقميصه، وكذلك عن هوية الأم الثانية للنبي وماذا فعل عند قبرها. وهذه الأسئلة من المواضيع المهمة التي يجب على المسلمين معرفتها. ولذلك يقدم لكم موقعنا معلومات قيمة عن هذه المرأة التي نالت شرف التكفن بقميص النبي ومكانتها الجليلة في قلبه.
من هي المرأة التي كفنها الرسول صلى الله عليه وسلم بقميصه؟
والمرأة التي كفنها الرسول صلى الله عليه وسلم بقميصه هي فاطمة بنت أسد بن هاشم زوجة أبي طالب عم الرسول الكريم. فصلى عليها الرسول فكبر سبعين ثم نزل إلى قبرها.
واستمر يوسع قبرها كأنه يوسعه، ثم خرج والدموع في عينيه. فلما سأل عمر بن الخطاب عن ذلك قال: «لقد رأيتك تفعل مع هذه المرأة شيئًا لم تفعله مع أحد غيرها»، أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يا عمر، هذه المرأة هي أمي بعد الأم التي ولدتني. اهتم بنا أبو طالب ودعانا إلى مائدته، وأعطتنا هذه المرأة نصيبها. وأخبرني جبريل عليه السلام عن ربي عز وجل أنها من أهل الجنة، وأخبرني أن الله عز وجل أمر سبعين ألف ملك يصلون عليها.
ثم دعا قائلاً: “اللهم ثبت فاطمة بالقول الثابت، رب اغفر لأمي بنت أسد ووسع عليها بحق نبيك والأنبياء الذين قبلي. أنت أرحم الراحمين».
ثم نقر بيده اليسرى بيمينه، وقال: والذي نفس محمد بيده، لقد سمعت فاطمة يدي اليمنى تصفق على يساري.
من هي فاطمة بنت أسد؟
وفي سياق الحديث عن المرأة التي كفنها رسول الله بقميصه نجد أن فاطمة بنت أسد بن هاشم ولدت بمكة سنة 548م وتوفيت في السنة الرابعة للهجرة، أي، سنة 625م، بالمدينة المنورة، وكانت في الستين من عمرها.
وتجدر الإشارة إلى أنها زوجة عم النبي أبي طالب، وأم الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ونشأ الرسول في رعايتها وفي رعاية عمه أبو طالب بعد وفاة أمه آمنة بنت وهب وجده عبد المطلب. كما أسلمت وآمنت برسالة النبي محمد بعد أن كانت من أوائل المؤمنين.
فاطمة هي المرأة المسلمة الحادية عشرة والثانية بعد خديجة بنت خويلد.
نسب فاطمة بنت أسد
وعند النظر إلى المرأة التي كفنها الرسول بقميصه نجد أن نسب السيدة فاطمة بنت أسد يعود إلى بني هاشم، وهم من معد بن عدنان، فهي:
فاطمة بنت أسد بن هاشم بن مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وتجدر الإشارة إلى أنها أول من هاجر من مكة إلى المدينة وأول من بايعه النبي بعد نزول قوله تعالى: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على شرط أن لا يشركوا بالله شيئا، ولا يسرقوا، ولا يزنوا، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم، ولا يعصونك في المعروف، فبايعهم واستغفر الله لهم. إن الله غفور رحيم } [سورة الممتحنة: 12].
وعند التعرف على المرأة التي كفنها رسول الله بقميصه، نجد أن الرسول الكريم كان يكن حباً شديداً لفاطمة بنت أسد، حيث كانت بمثابة الأم الثانية له بعد وفاة أمه آمنة بنت وهب.