أعراض مقاومة الجسم للأنسولين
عادةً لا تظهر على الأشخاص الذين يعانون من مشكلة مقاومة الأنسولين في الجسم، والمعروفة علمياً بمقاومة الأنسولين، أي أعراض واضحة. وغالباً ما يتم اكتشاف هذه الحالة من خلال الفحوصات الطبية، بما في ذلك اختبارات الدم التي تقيس مستويات الجلوكوز في الجسم. وينطبق هذا أيضًا على بعض الاضطرابات الصحية الأخرى المرتبطة بمقاومة الأنسولين، مثل ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، وانخفاض مستويات الكوليسترول الجيد (HDL)، وارتفاع ضغط الدم. وفي أغلب الأحيان لا تصاحب هذه الحالات أعراض واضحة، ولكن قد تظهر بعض العلامات التالية لدى الشخص المصاب:
- عند إجراء اختبار الجلوكوز أثناء الصيام، يتجاوز مستوى السكر في الدم 100 ملليجرام لكل ديسيلتر. وهذا الاختبار مهم لفهم كيفية تعامل الجسم مع السكر، ويفضل إجراؤه في الصباح قبل تناول أي طعام أو شراب.
- وينخفض مستوى الكولسترول الجيد، والمعروف علمياً بالبروتين الدهني عالي الكثافة، إلى أقل من 40 مليغراماً لكل ديسيلتر عند الرجال، و50 مليغراماً لكل ديسيلتر عند النساء.
- ارتفاع ضغط الدم عن المعدل الطبيعي، حيث يصل إلى 130/80 أو أكثر.
- زيادة مستويات الدهون الثلاثية في الدم إلى 150 مليجرام لكل ديسيلتر أو أكثر عند إجراء تحليل الدهون الثلاثية.
- زيادة محيط الخصر إلى حوالي 100 سم أو أكثر عند الرجال، و90 سم أو أكثر عند النساء.
- ظهور بقع جلدية داكنة تعرف باسم Acanthosis nigricans.
- ظهور الزوائد الجلدية على الرقبة، وتحت الإبطين، وفي منطقة الأعضاء التناسلية، وأسفل الثديين، وعلى الظهر والصدر. هذه النموات غير مؤلمة، لكنها قد تسبب عدم الراحة عند فركها على الملابس أو المجوهرات.
- وقد يعاني الشخص المصاب من انخفاض متكرر في مستوى السكر في الدم نتيجة اضطرابات في عمل البنكرياس. تشمل الأعراض والعلامات التحذيرية لانخفاض نسبة السكر في الدم ما يلي: التعرق، والتعب، وارتعاش اليدين، وزيادة معدل ضربات القلب.
نصائح لمن يعانون من مقاومة الأنسولين
يمكن إجراء مجموعة من التعديلات على نمط الحياة لمساعدة الأفراد على إدارة مقاومة الأنسولين والحد من تطور الحالة. إليك بعض النصائح المهمة:
اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا
اتباع نظام غذائي متوازن يساهم في السيطرة على مشكلة مقاومة الأنسولين ويقلل من خطر حدوث مضاعفات. ويفضل التركيز على تناول الخضار والفواكه والألياف، مع اختيار الدهون الصحية والحبوب الكاملة والمكسرات واللحوم الخالية من الدهون.
ممارسة التمارين الرياضية
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام عامل مهم في تنظيم عمليات التمثيل الغذائي في الجسم. يمكن أن تساهم هذه الممارسة في منع حدوث الاضطرابات الأيضية، مثل مقاومة الأنسولين، والتخفيف من المضاعفات المرتبطة بها.
فقدان الوزن الزائد
فقدان الوزن الزائد يمكن أن يقلل من خطر مقاومة الأنسولين ويقلل من المضاعفات المرتبطة به. ومن الجدير بالذكر أن مقاومة الأنسولين يمكن أن تزيد من احتمالية اكتساب الوزن الزائد، مما يجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة. لذلك، ينصح الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين بممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي لفترة طويلة.
نصائح أخرى
يمكن أن يساعد الإقلاع عن التدخين والحصول على قسط كافٍ من النوم في السيطرة على مشكلة مقاومة الأنسولين. قلة النوم قد تزيد من خطر مقاومة الأنسولين. بينما يساعد النوم الجيد على تنظيم الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالجوع ويقلل من احتمال حدوث اضطرابات في استقلاب الجلوكوز.
مقاومة الجسم للأنسولين ومرض السكري
يتم تعريف مقدمات السكري على أنها مستويات السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي، ولكنها لا تصل إلى مستوى مرض السكري. ويحدث عادة عند الأفراد الذين يعانون من مقاومة الأنسولين، أو الذين لا تنتج أجسامهم كميات كافية من هرمون الأنسولين للحفاظ على مستويات السكر الطبيعية. وهذا تراكم الجلوكوز في الدم يدفع الجسم إلى زيادة إنتاج الأنسولين لمكافحة ارتفاع مستويات السكر، حتى يفقد القدرة على القيام بذلك. ومع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. على الرغم من أن مرحلة ما قبل السكري ليست كافية حاليًا لتشخيص مرض السكري، إلا أن هؤلاء الأفراد معرضون لخطر تطور الحالة إلى مرض السكري من النوع الثاني وما ينتج عنه من مضاعفات صحية. لذلك، لا بد من الاهتمام بنمط حياة صحي، بما في ذلك تناول الغذاء الصحي، وزيادة النشاط البدني، وفقدان الوزن الزائد، والاهتمام بالصحة العقلية.
مضاعفات مقاومة الجسم للأنسولين
ترتبط مقاومة الأنسولين بشكل واضح بالحالة المعروفة باسم المتلازمة الأيضية، والتي تشمل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مستويات الدهون الثلاثية، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الجسم، وارتفاع مستويات السكر، وانخفاض نسبة الكوليسترول الجيد. وعلى الرغم من وجود علاقة بين مقاومة الأنسولين والمشاكل الصحية، إلا أنه لم يتم تحديد ما إذا كانت مقاومة الأنسولين هي السبب المباشر لهذه الحالات. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن مقاومة الأنسولين قد تزيد من خطر الإصابة ببعض الحالات الصحية إذا لم يتم السيطرة عليها بشكل مناسب، مثل مرض السكري من النوع 2، وتليف الكبد الدهني، وتصلب الشرايين. تعتبر الخطة العلاجية لمقاومة الأنسولين واتباع نمط حياة صحي خطوات فعالة للوقاية من هذه المشاكل والمضاعفات الصحية.
الحواشي:
مؤشر كتلة الجسم: هو نتيجة قسمة وزن الفرد (بالكيلو جرام) على مربع طوله (بالأمتار). مؤشر كتلة الجسم المرتفع هو علامة على وجود نسبة عالية من الدهون في الجسم.
فيروس نقص المناعة البشرية: هو فيروس يهاجم الجهاز المناعي المسؤول عن مكافحة العدوى والأمراض، مما يجعل الإنسان عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من الالتهابات. إذا لم يتم علاج فيروس نقص المناعة البشرية، فإنه قد يتطور إلى مرض الإيدز.
متلازمة المبيض المتعدد الكيسات: تتميز هذه المتلازمة باضطراب في مستوى الهرمونات في الجسم، بالإضافة إلى اضطراب التمثيل الغذائي، وعادةً ما تؤدي إلى خلل في الدورة الشهرية. متلازمة كوشينغ: تتميز هذه المتلازمة بإفراز الجسم كميات كبيرة من كميات من هرمون الكورتيزول لفترة طويلة. الكبد الدهني: يشير إلى تراكم الدهون في الكبد بمعدلات تزيد عن الحد الطبيعي، ومن أبرز أسباب الكبد الدهني هو الإفراط في تناول الكحول.