الاستعمار البريطاني في آسيا: أبرز المستعمرات
تعتبر الإمبراطورية البريطانية واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ، حيث امتد نفوذها إلى معظم أنحاء العالم. بدأت محاولات بناء هذه الإمبراطورية في آسيا خلال القرن السادس عشر، عندما كانت القارة هدفاً رئيسياً للأنشطة التجارية والاستعمارية للإنجليز. وفيما يلي أهم المستعمرات البريطانية في قارة آسيا:
الهند
استمرت الهند تحت السيطرة البريطانية من عام 1858م حتى عام 1947م، حيث اعتبرت من أبرز المستعمرات البريطانية في قارة آسيا والعالم. كانت الهند نقطة اتصال مهمة للمستعمرات الأخرى. بدأ الاستعمار البريطاني للهند بتأسيس شركة الهند الشرقية، التي كانت تهدف إلى استيراد السلع مثل الحرير والتوابل والشاي. ومع تطور الوضع، بدأت السيطرة البريطانية تمتد إلى ما هو أبعد من التجارة إلى مناطق أوسع. بعد الخسائر التي لحقت ببريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية وتزايد الاستياء بين الناس، حصلت الهند على الاستقلال.
هونج كونج
وسيطرت بريطانيا على هونغ كونغ بعد انتصارها في حرب الأفيون الأولى ضد الصين، بموجب معاهدة تشونبي الموقعة عام 1842م. وبموجب هذه الاتفاقية، كان مطلوبا من بريطانيا إعادة هونغ كونغ إلى الصين بعد 99 عاما من التوقيع. وفي الأول من يوليو عام 1997، تم تسليم هونج كونج إلى الصين، مما جعلها آخر مستعمرة كبرى تتخلى عنها بريطانيا.
إمارة شرق الأردن وفلسطين
بدأت الثورة العربية الكبرى في يونيو 1916 بقيادة الشريف الحسين بن علي، بدعم من بريطانيا في جهودها ضد الدولة العثمانية. وعقدت اتفاقية سايكس بيكو السرية في شهر مايو من العام نفسه، والتي اتفقت فيها فرنسا وبريطانيا على تقسيم الأراضي العربية التي كانت تحت السيطرة العثمانية. وبحلول عام 1921م، سقطت إمارة شرق الأردن وفلسطين تحت الانتداب البريطاني. وفي 25 مايو 1946م، أُعلنت استقلال إمارة شرق الأردن وتحولت فيما بعد إلى المملكة الأردنية الهاشمية. وبحلول عام 1948م، انسحبت القوات البريطانية من فلسطين وسلمت البلاد للصهاينة.
مستعمرة عدن
وفي عام 1839، استولت بريطانيا على مدينة عدن في جنوب شبه الجزيرة العربية، في إطار سعيها لتأمين طرق التجارة بين مستعمراتها الرئيسية في الهند. تمثل عدن، بمينائها الطبيعي على طريق البحر الأحمر المؤدي إلى شرق آسيا، نقطة استراتيجية، لذلك اعتبرت بريطانيا الموقع مثاليًا كمحطة لتزويد السفن البخارية التابعة لشركة الهند الشرقية بالفحم. وفي نهاية عام 1967، وجدت القوات البريطانية نفسها مضطرة إلى الانسحاب من مستعمرة عدن نتيجة المقاومة الشعبية اليمنية.
تجدر الإشارة إلى أن الإمبراطورية البريطانية بدأت نشاطها الاستعماري في القرن السادس عشر، وسعت إلى توسيع نفوذها من خلال بناء جيش قوي، والسيطرة على الاقتصاد، ومزاولة الأعمال التجارية بشكل فعال في مختلف البلدان.