تبعد بحيرة طبريا عن القدس 198 كم، وتتميز بشكلها الذي يشبه الكمثرى. ويبلغ عدد سكانها أكثر من 46 ألف نسمة، غالبيتهم من أتباع الديانة اليهودية.

أنظر إلى بحيرة الجليل

تشكلت بحيرة طبريا نتيجة العمليات التكتونية التي تفصل بين الصفائح الأفريقية والعربية مما أدى إلى زيادة عمق البحر:

  • سُميت على اسم الإمبراطور الروماني تيبيريوس، ويُعرف اسمها بالعبرية باسم “الكمان”، وذلك لتشابهها مع الآلة الموسيقية الكمان.
  • وتتميز بأنها ثاني أدنى بحيرة بعد البحر الميت، وذلك بسبب فقدان كميات كبيرة من الماء من خلال عملية التبخر.
  • وتشكلت كمية قليلة من الرواسب داخل البحيرة نتيجة الانحدار الذي حدث في نهاية العصر الجليدي.
  • وشهدت البحيرة فترة من الرطوبة العالية خلال العصر الرباعي، امتدت من البحر الميت شرقا قبل أن تنحسر، منذ حوالي 20 ألف سنة.
  • تمتد البحيرة من الشمال إلى الجنوب 21 كم، ويبلغ عرضها 11 كم من الشرق إلى الغرب.
  • وكان ارتفاع سطح البحيرة يصل في السابق إلى 209 أمتار تحت سطح البحر، ثم ينخفض ​​تدريجياً بمقدار 2 إلى 4 أمتار.
  • ويصل عمقها في القسم الشمالي الشرقي إلى 48 م.
  • تقع جنيسارت في سهل الأردن الكبير، وتأخذ شكل قوس دائري يمتد من شمال البحيرة إلى الشمال الغربي.
  • ويشكل سهل البطيحة في سوريا الجزء الشمالي الشرقي منها، ويمتد البحر حتى جبال الجليل من الجنوب الغربي.
  • وفي الجزء الشرقي والأوسط تقع مجموعة مرتفعات الجولان السورية، بينما يفصل سهل وادي الأردن في الجنوب البحيرة عن نهر الأردن.
  • وتطل البحيرة على آثار مدينة كفرناحوم التوراتية التي اكتشفها إدوارد روبنسون عام 1838.

مناخ بحيرة طبريا

يختلف المناخ على مدار العام، وتفاصيله كما يلي:

  • وتتميز بارتفاع درجات الحرارة في معظم أيام السنة، وذلك بسبب موقعها تحت مستوى سطح البحر.
  • تصل درجات الحرارة إلى 31 درجة مئوية خلال أشهر الصيف، وتنخفض إلى 14 درجة مئوية في الشتاء.
  • وتتميز أنظمتها البحرية بأنها دافئة وخالية من الرطوبة، نتيجة تدفقها من المناطق الجبلية المحيطة بوادي الأردن من الجهة الغربية.

التنوع البيولوجي في بحيرة طبريا

تتمتع بحيرة طبريا بتنوع بيولوجي بسبب تدهور المنطقة المحيطة بها. وفيما يلي بعض جوانب هذا التنوع:

  • تتميز تربتها بخصوبة عالية مما يساعد على تعزيز النمو الجيد للمحاصيل الزراعية.
  • وتشتهر بزراعة مجموعة من المحاصيل مثل التمور، والخضروات، والحمضيات، والقصب.
  • ويعتمد بعض هذه المحاصيل على مياه الأمطار، والبعض الآخر يعتمد على المياه المتدفقة من الأودية والينابيع.
  • تعيش في مياه بحيرة طبريا العديد من الكائنات البحرية، مثل الرخويات، والطحالب، والبلطي، وسمك السلور، والقشريات.

المزايا التي تقدمها بحيرة طبريا

تضيف بحيرة طبريا العديد من الميزات إلى المنطقة المحيطة بها، بما في ذلك ما يلي:

  • يتم استخدام مجموعة السهول المحيطة بالبحيرة بشكل منهجي للزراعة، حيث يتم زراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل باستخدام مياهها للري.
  • وتعتبر البحيرة مورداً تجارياً، حيث يتم صيد الكثير من أسماكها، مثل السردين، خاصة خلال فصل الشتاء.
  • ويعتمد سكان المنطقة بشكل كبير على صيد الأسماك كمصدر رئيسي للدخل. الكثير من الناس يتفوقون في هذا المجال.
  • تمثل بحيرة طبريا أكبر مصدر للمياه العذبة في فلسطين، بحجم مماثل لواشنطن العاصمة في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • ويغطي الاحتياجات المائية السنوية لأغلب مناطق فلسطين والجولان.
  • وتعتبر مصدراً لإنتاج الكهرباء، حيث تم بناء محطة روتنبرغ باستخدام البحيرة كمنشأة لتخزين المياه.
  • تم إنشاء سد على مدخل نهر الأردن يساعد على رفع منسوب مياه البحيرة ويربطها بنهر اليرموك عبر قناة تمر عبر مثلث اليرموك.

المكانة الدينية لبحيرة طبريا

تتمتع بحيرة طبريا بمكانة دينية خاصة لدى أتباع المسيحية واليهودية، حيث:

  • ألقى السيد المسيح خطبته الشهيرة على الجبل القريب من البحيرة، ويقال أنه مشى على مياهه علامة على نبوته.
  • وقام المسيح بتعليم تلاميذه الأوائل في الأماكن القريبة من ضفاف البحيرة، حيث جندهم لنشر رسالته.
  • وتستقطب البحيرة سنوياً العديد من الزوار الذين يبحثون عن الماء من ينابيعها الطبيعية التي تعتبر مياهاً علاجية في الديانة المسيحية.
  • ويعتبر مقصداً للحجاج المسيحيين من مختلف دول العالم.
  • وقد ذكرت البحيرة في الكتاب المقدس بعدة أسماء، منها جنيسارت، وتشيني روث، وكينرث، والجليل.
  • ويعتقد أن كتب التلمود اليهودية كتبت على ضفاف البحيرة، وأقيم في موقعها أول كيبوتز يهودي.
  • وكشفت الحفريات عن وجود كنيس يهودي يعود تاريخه إلى القرن الرابع، مما يجعله من أقدم المعابد اليهودية في المنطقة والعالم.
  • وبالقرب من مدينة طبريا التي تعتبر موقعًا مقدسًا لليهود.
  • كما تم اكتشاف بقايا بلدة كورزيم المذكورة في التلمود والتي اشتهرت بزراعة القمح عالي الجودة.

الوضع السياحي لبحيرة طبريا

تشتهر بحيرة طبريا بمناظرها الخلابة وآثارها التي يعود تاريخها إلى الفن الروماني والهلنستي. وفيما يلي أبرز المناطق السياحية:

  • الجامع الكبير: يقع في الجهة الشمالية من البحيرة، وقد موله الملك الظاهر في القرن الثامن عشر. وله أسماء مختلفة مثل الفوقاني وزيدان.

  • جسر الجامعة: يقع على ساحل البحيرة في القسم الغربي، ويحتوي على آثار رومانية متعددة.

  • الحمامات الدافئة: تشتهر باحتوائها على مياه علاجية تدعم الجسم بالمعادن، مما يجعلها مقصداً للسياحة العلاجية.

  • قرية الطابغة: تقع على الشاطئ في الجزء الشمالي الغربي من البحيرة، وهي موقع غني بالتنوع السمكي.

  • تم ذكره لأول مرة في القرن الرابع الميلادي من قبل الحاج المسيحي إيجيريا.
  • وتساهم كل هذه المعالم في تعزيز المجمع التاريخي والثقافي للمنطقة.

التحديات التي تواجه بحيرة طبريا

في الآونة الأخيرة بدأت تظهر عدة تحديات تؤثر على حالة البحيرة، منها:

  • تراجع أعداد الأسماك: بدأت البحيرة تعاني من تراجع الثروة السمكية، بسبب الصيد الجائر باستخدام شباك الصيد غير القانونية.

  • وتعاني البحيرة من زيادة أعداد الصيادين، حيث يعتبر صيد الأسماك المهنة الأساسية، الأمر الذي ساهم أيضًا في زيادة أعداد طيور الغاق التي تتغذى على الأسماك.
  • وقد أدى الضرر البيئي إلى تحويل البحيرة الغنية بالأسماك إلى منطقة خالية من الحياة السمكية.
  • نقص منسوب المياه: بدأ منسوب المياه بالانخفاض بشكل ملحوظ، مما يشكل تهديداً للأمن المائي للمدن والمناطق المحيطة بها.

  • ويعتقد أن الأسباب تشمل الاستخدام المفرط للمياه والتغيرات المناخية المفاجئة.
  • وقد تسبب هذا الانخفاض في العديد من حوادث الغرق بين الصيادين أو السباحين بسبب الرياح القوية أو ضحلة المياه المفاجئة.
  • لذلك تعتبر بحيرة طبريا مكانا خطيرا للسباحين، وينصح بتجنب السباحة فيها.