وللمهتمين بعلم النفس نقدم لكم مقالاً عن نشأة هذا العلم ومراحله المختلفة على مر العصور. يعتبر علم النفس من العلوم الأساسية التي ارتبطت بحياة الإنسان منذ بداية الوجود، وقد شهد العديد من التطورات التي تعكس الحقائق الجديدة التي تم اكتشافها عبر الزمن. وفي هذا المقال سنركز على مراحل تطور علم النفس وأهم المساهمات فيه من خلال موقعنا.
نشأة علم النفس وتطوره عبر العصور
علم النفس علم قديم نشأ مع وجود الإنسان، وكان في البداية ضمن الفلسفة. وفي تلك الفترة جرت محاولة فهم النفس والروح، بهدف توضيح الأسباب الكامنة وراء السلوكيات الإنسانية المختلفة. وسنستعرض خلال السطور التالية أهم المراحل التي مر بها علم النفس:
1- علم النفس في العصور القديمة
في البداية كان علم النفس جزءاً لا يتجزأ من الفلسفة، حيث عولجت النفس معالجة ميتافيزيقية، وكان هناك خلط كبير بين مفاهيم الفكر والعقل والروح والوعي، إلى جانب ارتباطها بالجسد. وقد ظهر في هذا السياق العديد من الفلاسفة، منهم:
- سقراط: كان يعتبر أن الفرد يستطيع أن يصل إلى حقيقة نفسه عن طريق التأمل. وأعطى أهمية كبيرة لمفهوم الاستقراء العقلي والقياس الاستنباطي، مؤكدا أن النفس هي المصدر الحقيقي للمعرفة.
- أرسطو: اعتبر أن النفس والعقل مرتبطان ارتباطا وثيقا بالجسد المادي وبالتالي لا يمكن الفصل بينهما، مؤكدا أن الروح تعود إلى حقائق ومفاهيم مشتركة مع الجسد.
- أفلاطون: أشار إلى أن الروح لها أصل سماوي بينما الجسد مادي، موضحا أن الروح تؤثر في الجسد، وأن الصعود إلى المعرفة يتطلب التحرر من القيود الجسدية.
2- تطور علم النفس في الفلسفة الإسلامية
لعب الفلاسفة المسلمون دورًا مهمًا في تطور علم النفس، ومن أبرز مساهماتهم:
- ابن سينا: قسم النفس إلى ثلاثة أنواع: النفس النباتية، والنفس الحيوانية، والنفس الإنسانية. لقد خلق علاقات بين الفلسفة وعلم النفس، وأثبت وجود صلة بين الفكر واللغة، بالإضافة إلى الإدراك الحسي واللاوعي.
- الغزالي: أعتقد أن الحقائق تدرك بالقلب والوحي عند الأنبياء، وعند العلماء بالبصيرة والدليل.
3- الفلسفة الحديثة
دخل علم النفس عصر النهضة الأوروبية وشهد ظهور مفكرين بارزين منهم:
- جون لوك: اعتبر الإنسان صفحة بيضاء تشكلها تجاربه وتجاربه الحسية في حياته اليومية.
- ديكارت: درس الشعور كخاصية للعقل، مما ساهم في فهم العلاقة بين العقل والجسد.
متى أصبح علم النفس علماً مستقلاً؟
ويتفق العلماء والمؤرخون على أن التحول إلى استقلال علم النفس كعلم مستقل حدث في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت الذي يعتبر مؤسس علم النفس. البداية في علم النفس التجريبي كانت مع إنشاء أول معمل للدراسات النفسية، ثم تبعه عدد من العلماء الذين واصلوا هذا المسار.
تمثل نشأة علم النفس ومراحله المختلفة موضوعا مهما يحتاج إلى نقاش لما له من أهمية كبيرة لدى الكثيرين. وقد قدمنا في هذا المقال نبذة عن أهم المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع.