مهد من ذهب

تعتبر محافظة مهد الذهب إحدى محافظات منطقة المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، وتعرف أيضاً باسم “المهد”. وكانت تعرف سابقاً بمصطلح “معدن بني سليم”، إذ تمتلئ المنطقة بأكثر من 154 قرية، أبرزها: قرية القوقاع، وقرية ثراب، وقرية الصالحانية. وتم استخدام النظائر المشعة المتبقية من مخلفات التعدين في المنطقة لتحديد عمرها، حيث تبين أنها تعود إلى حوالي 961 سنة قبل الميلاد، مما يشير إلى أنها تتزامن مع فترة النبي الملك سليمان.

موقع مهد الذهب

تقع مدينة مهد الذهب في الجزء الجنوبي الشرقي من منطقة المدينة المنورة. وتعتبر المحافظة من أكبر محافظات المدينة من حيث المساحة، حيث تقدر مساحتها بحوالي 25200 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها حوالي 63 ألف نسمة.

اقتصاد مهد الذهب

وتشهد مدينة مهد الذهب العديد من المشروعات الاقتصادية المتعلقة بقطاع التعدين. ومن أبرز هذه المشاريع منجم الذهب الذي تم استغلاله منذ القدم وما زال قيد التشغيل، بالإضافة إلى منجم النحاس الذي يعتبر الأكبر في الشرق الأوسط. كما تتواصل الجهود لاكتشاف مناجم ذهب جديدة لاستغلالها. كما يوجد في المنطقة عدة أسواق منها سوق البدو الذي يعتبر من أقدم الأسواق ويوفر مستلزمات البدو مثل الأوعية والحبال وبعض السلع الغذائية. كما يوجد السوق القديم وهو مخصص لبيع الخردة والملابس، والسوق النسائي الذي يحتوي على أكشاك للملابس النسائية التقليدية ويقع ضمن السوق القديم. أما السوق الجديد فيتميز بمبنى مستقل مصمم على الطراز الحديث.

تاريخ مهد الذهب

إن قلة مصادر المياه من الآبار والينابيع جعلت العيش في مهد الذهب تحدياً كبيراً، الأمر الذي شكل عائقاً أمام المهمة العثمانية. ورغم وجود مؤشرات على وجود الذهب في المنطقة، إلا أن نقص المياه أدى إلى تعقيد مهمة البعثة. عند إنشاء محافظة مهد الذهب كانت تضم مجموعة من أفراد بعض القبائل العربية الذين تجمعوا في الجانب الشمالي من منجم الذهب، حيث اعتمدوا على النظام اليومي في عملهم، مما أتاح لهم الحصول على أجور نقدية بالإضافة إلى ذلك إلى الإمدادات الغذائية مثل الشاي والسكر. وساهمت هذه الظروف في جذب الأهالي إلى المنطقة رغم عدم توفر كافة مقومات الحياة هناك، ومن هنا نشأ ما يعرف بالمهد القديم، وهو حالياً عبارة عن أكوام من الخشب والألواح. وبعد انتقال السكان إلى الجهة الشرقية من المنجم، تم توزيع الأراضي وتقسيم المخططات، تزامناً مع تطور المملكة العربية السعودية في مناطقها ومدنها. ومن الجدير بالذكر أن العباسيين كانوا من أوائل من أعادوا نشاط التعدين في تلك المنطقة.