نقدم لكم نبذة عن الدولة الأموية منذ بداية تأسيسها وحتى نهايتها. قامت الدولة الأموية بعد مبايعة أهل الشام لمعاوية بن أبي سفيان ليكون خليفة المسلمين. وتعتبر هذه البلاد من أبرز العصور في التاريخ الإسلامي لما شهدته من تطورات وتوسعات ملحوظة. ومن خلال هذا المقال سنتناول تاريخ الدولة الأموية منذ نشأتها وحتى سقوطها.
الدولة الأموية
وتعتبر الدولة الأموية أول دولة إسلامية حاكمة اتبعت نهج الخلافة في إدارتها، حيث كان جميع خلفائها من الأسرة الأموية. ويعتبر هذا العصر من أزدهر مراحل التاريخ الإسلامي، حيث امتدت حدود الدولة الأموية من الصين شرقا إلى جنوب فرنسا غربا.
نشأة الدولة الأموية
وفي السطور التالية نتناول مراحل نشوء الدولة الأموية:
- تأسست الدولة الأموية سنة 41 هـ (662 م).
- مؤسس الدولة هو معاوية بن أبي سفيان.
- قامت الدولة بعد وفاة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- معاوية بن أبي سفيان حصل على البيعة من الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
نظام الحكم في الدولة الأموية
وفيما يلي بعض المعلومات عن فترة الحكم في الدولة الأموية:
- وتميز نظام الحكم في الدولة الأموية عن النظام الذي كان سائدا في عهد الخلفاء الراشدين، حيث أدخل معاوية بن أبي سفيان عنصر الميراث، مما جعل الحكم مقتصرا على أسرة واحدة.
- ألغى معاوية بن أبي سفيان نظام الخلافة مع تقدم الإسلام، ونقل مركز الخلافة من الجزيرة العربية إلى الشام، حيث أصبحت دمشق عاصمتها.
- واستمر الحكم الأموي 91 عامًا، تناوب خلالها على الحكم 14 خليفة أموي، بدءًا من معاوية بن أبي سفيان وانتهاءً بمروان بن محمد.
مظاهر تطور الدولة الأموية
ومن أبرز جوانب التطور في الدولة الأموية ما يلي:
- نظام الخلافة: تميزت هذه الفترة بنظام الخلافة القائم على الميراث، وتطور تنظيم الأمور الإدارية في دمشق والأندلس، متأثراً بالثقافات المجاورة كالفارسية والبيزنطية.
- التحضر العمراني: يعتبر التحضر الحضري من أبرز مؤشرات تقدم هذه الدولة، إذ تنوعت أساليب البناء والمشاريع العمرانية خلال هذه الحقبة.
- التحضر الفكري: شهد هذا العصر طفرة ثقافية وفكرية، حيث تأثر الأمويون بالحضارات المحيطة بهم، وانتشرت الثقافة إلى مختلف شرائح المجتمع، مع ظهور الأوساط العلمية، وصناعة العملات، واختلاط اللغات.
- التحضر الاجتماعي: سجلت الدولة الأموية تطوراً اجتماعياً ملحوظاً، تجلى في إنشاء دواوين شعرية تم استغلالها لدعم السياسات العامة.
- الفتوحات الإسلامية: تمكن المسلمون في هذا العصر من توسيع سلطانهم ليشمل العديد من البلدان، حيث وصلت حدود الدولة الأموية إلى الصين، وإسبانيا، وفرنسا.
أسباب سقوط الدولة الأموية
ظهرت عدة أسباب أدت إلى سقوط الدولة الأموية، من أبرزها:
1- ظهور الأحزاب السياسية
وظهرت بعض الأحزاب السياسية كالخوارج الذين كانوا معارضين لنظام الحكم، يطالبون بألا يقتصر الحاكم على آل البيت أو قريش أو الدولة الأموية، ويطالبون بتأهيل أي شخص صالح لتولي السلطة.
2- معارضة الحكم الأموي
وكان أبناء الصحابة معارضين للعديد من السياسات الأموية، أبرزها الخلافة الوراثية، التي استبعدت مفهوم الشورى الذي كان سائدا في عهد الخلفاء الراشدين.
سقوط الدولة الأموية
ومع نهاية العصر الأموي اندلعت عدة ثورات ضد الحكام الأمويين، كان آخرها الثورة العباسية بقيادة أبو مسلم الخراساني، والتي أسفرت عن تقويض الحكم الأموي وقيام الدولة العباسية.
كان عصر الدولة الأموية مثالاً للتطور الثقافي والحضاري، حيث حققت العديد من الإنجازات من خلال الفتوحات والأنشطة التي أعطتها إرثاً حضارياً وثقافياً غنياً للمسلمين بعد سقوطها، بالإضافة إلى تاريخ غني بالانتصارات.