يعتبر مرض الزهايمر من الأمراض العصبية التي تؤثر سلباً على القدرات العقلية، مما يثير التساؤلات حول إمكانية علاجه. إن الإجابة على هذا السؤال تطرح تحديات كبيرة أمام المجتمع العلمي. وفي هذا المقال سنتناول آراء الخبراء حول علاج مرض الزهايمر.

هل يمكن علاج مرض الزهايمر؟

تتباين آراء الخبراء حول إمكانية الشفاء من مرض الزهايمر، لكن آراء جديدة تظهر في ضوء الأبحاث والتطورات الطبية الحديثة.

أحد الجوانب الأساسية لفهم مرض الزهايمر هو تراكم بروتينات بيتا أميلويد وتاو في الدماغ، مما يتسبب في فقدان الخلايا العصبية وارتفاع معدل انخفاض الوظيفة العقلية.

وعلى الرغم من التقدم العلمي، فإن العلاج الفعلي لهذا المرض لا يزال يشكل تحديا مستمرا.

تركز الأدوية المتوفرة حاليًا على تحسين الأعراض وإبطاء تطور المرض، لكنها لا تمثل علاجًا. تسعى بعض الأبحاث إلى تطوير علاجات تمنع تراكم البروتينات المرتبطة بالمرض، وهو مجال يتم استكشافه حاليًا بشكل أكبر.

استهداف اللوحات

تستهدف بعض العلاجات الجديدة لمرض الزهايمر تكتلات بروتين بيتا أميلويد، المعروفة باسم “اللويحات”، وهي علامة على المرض.

تشمل الاستراتيجيات المستهدفة لبيتا أميلويد ما يلي:

  • إعادة تنشيط الجهاز المناعي: يمكن للأدوية المعروفة باسم الأجسام المضادة وحيدة النسيلة أن تمنع بروتين بيتا أميلويد (نظير النشا) من التكتل في اللويحات.
  • التخلص من اللويحات المتكونة: من خلال مساعدة الجسم على إزالة اللويحات من الدماغ.
  • محاكاة الأجسام المضادة الطبيعية: تحاكي هذه الأدوية الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم استجابةً للجسيمات أو اللقاحات الأجنبية.
  • منع تلف الخلايا: من المتوقع أن يتم اختبار عقار ساركاتينيب، الذي كان مخصصًا في الأصل لعلاج السرطان، لمعرفة فائدته المحتملة في علاج مرض الزهايمر.
  • أظهرت التجارب التي أجريت على الفئران أن الساركاتينيب يمكنه إعادة تنشيط المشابك العصبية، مما يسهل عودة وظيفتها الطبيعية.
  • يتم حاليًا اختبار هذا الدواء على البشر لاستخدامه كعلاج محتمل لمرض الزهايمر.
  • حاصرات البلاك: تهدف إلى تقليل مستوى إنتاج بيتا أميلويد في الدماغ.
  • تظهر الأبحاث أن لويحات بيتا أميلويد تنتج عن “بروتين رئيسي” من خلال عمليتين تقوم بهما إنزيمات مختلفة.
  • تستهدف العديد من الأدوية التجريبية نشاط هذه الإنزيمات، المعروفة باسم مثبطات بيتا وغاما سيكريتيز.
  • ومع ذلك، أظهرت الدراسات الحديثة أن بعض مثبطات بيتا سيكريتيز غير فعالة في إبطاء التدهور المعرفي، مما أثر سلباً على اعتمادها بسبب آثارها الجانبية.

يتم إجراء أبحاث إضافية حول المخاطر المحتملة لاستخدام ليكانيماب. تتم أيضًا دراسة فعاليته لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر، مثل أولئك الذين لديهم أفراد من العائلة المقربين مصابون بالمرض.

كما تتم دراسة عقار آخر يسمى دونانيماب يستهدف لويحات الأميلويد وبروتينات تاو، مما يقلل من تراكمها. لقد ثبت أنه يبطئ تدهور الأداء الفكري والوظيفي لدى الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر في مرحلة مبكرة.

لا يزال Aducanumab (Aduhelm) مرخصًا لعلاج بعض حالات مرض الزهايمر، لكن استخدامه يظل محدودًا بسبب اختلاف نتائج التجارب السريرية والتغطية التأمينية.

وتظهر الدراسات أيضًا أهمية العوامل البيئية ونمط الحياة في التأثير على خطر إصابة الفرد بمرض الزهايمر. يمكن أن يساعد الحفاظ على نمط حياة صحي، مثل ممارسة الرياضة والتغذية المتوازنة، في تقليل خطر الإصابة بالعدوى.

وعلى الرغم من هذه التطورات، يؤكد الخبراء على ضرورة التفاؤل الحذر وفهم تنوع ردود الفعل الجسدية والعقلية المرتبطة بمرض الزهايمر. ويجب أن يستمر البحث والاستثمار في هذا المجال من أجل استكشاف وتطوير علاجات جديدة.