ترتبط الحياة الاجتماعية في الإسلام ارتباطًا وثيقًا بالدين الإسلامي، إذ يحثنا على صلة الرحم والرحمة مع جيراننا، حتى ولو كانوا بعيدين. كما أن الدين الإسلامي يبين حقوقًا وواجبات اجتماعية واضحة، مثل حقوق الأب والأم تجاه أبنائهما، والواجبات التي يجب على الأبناء القيام بها تجاههم.
الحياة الاجتماعية قبل الاسلام
- قبل ظهور الإسلام، عانت المجتمعات العربية من الهمجية والتعصب المستمر، حيث اندلعت الحروب لأسباب تافهة، وانتشرت الأمية والجهل، بالإضافة إلى انتشار عبادة الأصنام.
- وغابت القوانين، مما أدى إلى غياب العدالة بين السيد والعبد، حيث استغل الأغنياء الفقراء دون أي حقوق لهم.
- وكان الخدم يعاملون حسب رغبة السادة، دون أن يكون لهم الحق في الاعتراض على الأوامر، وكانت هناك عادات سيئة مثل احتقار النساء ووراثة الأموال من زوجات الأب.
- وانتشرت العادات الفاسدة، ومن ذلك وأد البنات، والإسراف في شرب الخمر، والقمار، وانتشر الربا بين الناس.
الحياة الاجتماعية في الإسلام
- لقد جاء الإسلام ليقيم نظامًا اجتماعيًا متكاملاً، إذ دعا إلى توحيد القبائل المختلفة وجعلها أمة واحدة، وإزالة الفوارق الاجتماعية، ورفع مكانة المتدينين.
- كما اهتم بحقوق المرأة واحترامها، وأعطاها دورها الحقيقي كأم وزوجة وابنة وأخت، مع القضاء على الممارسات الظالمة السابقة مثل وأد الإناث.
- ويحرم الإسلام الربا والمسكر والقمار. حيث أن الدعم المتبادل بين المسلمين أصبح كالبنية المترابطة التي يدعم بعضها البعض، مما أدى إلى ازدهار الحضارة الإسلامية لأكثر من قرن من الزمان.
- وتستمر حضارة الإسلام إلى يوم القيامة، بينما تتلاشى الحضارات القديمة، حيث ساهم الإسلام في وضع أسس ومنهج الحياة الاجتماعية التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه.
العدالة الاجتماعية في الإسلام
- تقوم الحياة الاجتماعية في الإسلام على سلسلة من المبادئ التي تهدف إلى تحقيق العدالة كأساس للعلاقات الإنسانية في المجتمع المسلم.
- لقد أصبح المجتمع الذي يسوده الظلم وضياع الحقوق، مكاناً للفوضى والجهل، حيث يتصف أفراده بالقلق والاضطرابات النفسية نتيجة الخوف وعدم الاستقرار.
- وتؤدي هذه الأجواء إلى زيادة الصراعات وارتفاع معدلات الجريمة، مما يعكس تدهور العلاقات الاجتماعية وغياب العدالة.
- وفي المقابل فإن المجتمع الذي يسود فيه العدل يجد التوازن والاستقرار، مما يساهم في تحقيق الأمن والراحة في العيش.
- وقد ذكر أن الله تعالى يقيم دول الكفر بالعدل، ويقضي على بلاد المسلمين إذا شاع فيها الظلم، ولذلك يعتبر العدل أحد الركائز الأساسية للدين الإسلامي.
- لا فرق بين غني وفقير، أو قوي وضعيف؛ الجميع متساوون أمام ميزان العدل.
- قال الله تعالى: “لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط…” [الحديد: 25].
المساواة الاجتماعية في الإسلام
- تشير المساواة إلى التشابه في القيمة والحقوق بين الأفراد، حيث يجب أن يتمتع الجميع بنفس القدر من الحقوق والواجبات، وأي تمييز يعتبر ظلماً وطغياناً.
- وتعتبر المساواة من أقوى المبادئ الداعمة لحقوق الإنسان في الإسلام، إذ تمنع انتشار العنصرية والتعصب.
- يؤدي عدم المساواة إلى تراجع المواهب والقدرات، كما يؤدي الظلم الاجتماعي إلى التأثير السلبي على سلوك الأفراد وأخلاقهم.
- وينتج عن ذلك جيل من الناس يتسم بالخوف واللامبالاة وفقدان الانتماء، لأنهم محرومون من حقوقهم وفرصهم.
- إذ عانت المجتمعات في عصر ما قبل الإسلام من الفوارق الطبقية، مما أدى إلى إدامة الظلم والحد من فرص الفقراء، وعندما جاء الإسلام أزال تلك الفوارق وحقق المساواة بين الجميع.
- لقد كرم الله الإنسان وأكد مكانته في الآية الكريمة: “ولقد كرمنا بني آدم…” [الإسراء: 70].
مظاهر المساواة في الإسلام
- ويحقق الإسلام المساواة والعدل بين جميع الطبقات، كما قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين…” [النساء: 135].
- وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهمية المساواة بقوله: «هلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف فيهم تركوه، وإذا سرق الضعيف فيهم حدوه…».
- وهذا يمثل تأكيداً للمساواة في العقاب والثواب، ولو أدى الأمر إلى عذاب أحد أبناء الأنبياء.
الحياة الاجتماعية في الإسلام نظام متوازن
- تسير الحياة الاجتماعية في الإسلام في نظام متوازن، حيث يُعطى الأفراد حقوقهم بالتساوي، رجالاً ونساءً، وكذلك حقوق الجماعة والمجتمع ككل.
- قال الله تعالى: “يا أيها الناس! إنا خلقناكم من ذكر وأنثى…” [الحجرات: 13].
- لقد حرص الإسلام على تحقيق التوازن بين احتياجات الأفراد ومتطلبات المجتمع، بحيث لا يتم إهمال جانب على حساب جانب آخر.
- ويجب إعطاء الأولوية لاحتياجات المجموعة في ظل المساواة والعدالة، وهذا ما تؤكده العديد من الآيات المذكورة أعلاه.
- ويتميز نظام الحياة الاجتماعية في الإسلام بالسيطرة الكاملة على ميول الأفراد من أوله إلى آخره، بما في ذلك بعد الموت.