الإسلام نظام متكامل يشمل العقيدة والشريعة والسلوك، وهو موضوع يحتاج إلى فهم عميق. ويجب على المسلم الحقيقي أن يلتزم بتكامل هذه العناصر الثلاثة ليضمن تقديم جميع الجوانب المتعلقة بدينه على النحو الذي حث عليه الله تعالى.
الإسلام: عقيدة وشريعة وسلوك
- يعتبر الدين الإسلامي رسالة من الله عز وجل إلى عباده تهدف إلى إصلاح كافة جوانب حياة الإنسان.
- ومن الضروري للمسلم أن يجمع بين الإيمان والشريعة والسلوك الأخلاقي الصحيح في دينه.
- فمن استطاع أن يحقق التوازن بين هذه العناصر وجد السعادة في الدنيا والآخرة.
- إن عبارة “الإسلام عقيدة وشريعة وسلوك” صحيحة تماما، إذ أن العقيدة والشريعة والسلوك مرتبطة ارتباطا وثيقا.
ما هي العقيدة في الإسلام؟
وعند تناول موضوع “الإسلام عقيدة وشريعة وسلوك” لا بد أن نتناول مفهوم العقيدة في الإسلام بالتفصيل:
- يشكل الإيمان الإسلامي أساسًا متينًا في قلب كل مسلم.
- وتتمحور العقيدة حول توحيد الله تعالى، والاعتراف بأنه لا إله إلا هو.
- وقد كان العرب قديما يعبدون مجموعة من الأصنام التي لا تنفع ولا تضر، إلا أن الله فضل أن يوضح لهم الحق بإرسال رسوله صلى الله عليه وسلم.
- ولما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أنار لهم طريقهم ووجههم إلى عبادة الله الواحد.
معنى العقيدة
- ويمكننا تلخيص مفهوم الإيمان بأنه الإيمان المطلق والكامل.
- والإيمان يشمل: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
- قال الله تعالى: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين).
- وأيضا قال الله تعالى: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبط عملك} [الزمر: 65].
- وقال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله. ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا. [النساء: 136].
أقسام عقيدة التوحيد
وتنقسم عقيدة التوحيد إلى ثلاثة جوانب رئيسية: توحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات:
- وتوحيد الألوهية يتعلق بالاعتقاد بأن الله هو المسبب الوحيد لكل شيء، وأنه هو الذي يرزق عباده، ويخلقهم، ويحييهم، ويميتهم.
- بينما توحيد الألوهية يعبر عن عبادة الله وحده بأداء الطاعة والعبادة.
- وأما توحيد الأسماء والصفات، فهو يعني تصديق الأسماء والصفات التي ذكرها الله لنفسه في كتابه، وأنها خاصة به وحده.
أهداف العقيدة الإسلامية
- وعبادة الله وحده هي عبادة كاملة.
- فهم المسلم لهدف وجوده من العمارة والتعمير وعبادة الله.
- التوجه نحو الدين الحق والابتعاد عن الشك والأديان الوثنية.
- تطهير النفس البشرية.
- بناء مجتمع إسلامي يهدف إلى إعلاء راية الدين والدفاع عنه.
- تحقيق السعادة المنشودة في الدنيا والآخرة.
الإسلام كالشريعة
- الإسلام نظام شامل من الأحكام الشرعية التي وضعها الله تعالى لتنظيم حياة الإنسان.
- تساهم الشريعة في معالجة كل ما يتعلق بحياة الناس.
- إن معرفة الشريعة الإسلامية تعتمد على مصدرين رئيسيين: القرآن والسنة النبوية.
- يحتوي القرآن الكريم على عدد هائل من التشريعات والأحكام.
- وقد خصص عدد كبير من العلماء دراساتهم للسنة النبوية لاستخلاص الأحكام.
- ومن أمثلة التشريع في الإسلام: “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون”.
- كما جاء في القرآن: “اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة”. إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما “تعملون”.
- وتتميز الشريعة الإسلامية بتجددها المستمر وملاءمتها لكل العصور.
- تساعد الشريعة الناس على الاستقرار وتحقيق توازنهم وتلبية احتياجاتهم بشكل مرن وكامل.
- قال الله تعالى: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) (18 الجاثية).
- كما ذكر الله: (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم) (المائدة 48).
- قال الله تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا وما أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا). عليه) (13 الشورى).
- كما أشار الله في كتابه الكريم: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (الشورى 21).
خصائص الشريعة الإسلامية
تتميز الشريعة الإسلامية بعدة خصائص رئيسية، منها:
- الشريعة تأتي من مصدر إلهي، فهي تعليمات مباشرة من الله عز وجل.
- وتتميز الشريعة بالوسطية والاعتدال في جميع جوانب الحياة.
- وتشمل الشريعة كافة فئات المجتمع من الشباب والرجال والنساء والأطفال وكبار السن.
- وفيه أحكام تختلف باختلاف الأفعال. وهي تنقسم إلى وجوب، وتحريم، واستحباب، وإباحة.
- الشريعة هي نظام عقاب وثواب في الدنيا والآخرة، يتحمل الإنسان بموجبه عواقب أفعاله.
الإسلام سلوكا
- إن الدين الإسلامي هو دليل سلوك الإنسان وعلاقاته الصحيحة.
- تحتوي النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على توجيهات متعددة تتعلق بأخلاق المسلم وسلوكه.
- وتتناول هذه التوجيهات سلوك المسلم تجاه إخوانه وفي تعامله مع غير المسلمين.
- ولم يهمل الإسلام أي شخصية نبيلة، بل حثهم على التعاطف، حتى في التعامل مع الأعداء أثناء الحروب.
- وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
- ولما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أفضل المؤمنين قال: «أحسنهم أخلاقًا». [رواه الطبراني في الأوسط].
- ومن وصايا النبي لقادة الجيوش: كما جاء عن بريدة رضي الله عنه أن النبي أوصى قائد الجيش بتقوى الله ومن معه ثم قال: (قاتلوا في بسم الله وقاتلوا الذين كفروا بالله ولا تقتلوا ذرية ولا ظلماً).
- يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الخائن تُنصب له لواء يوم القيامة، فيقال: هذه خيانة فلان، ابن فلان.)
- فغضب النبي عندما رأى امرأة مقتولة في غزوة حنين، فقال: “إن هذه المرأة لم تكن تقاتل”.
- ومن ثم فإن الإسلام دين الأخلاق الرفيعة والقيم الإنسانية.