موقع الحجر الأسود
الحجر الأسود عبارة عن صخرة ذات لون أسود، تتميز بشكل بيضاوي شبه منتظم، وتقع في الجزء الجنوبي الشرقي من الكعبة المشرفة. ويعتبر هذا الحجر أصله من السماء، إذ كان أبيض اللون قبل أن ينزله الله إلى الأرض، واكتسب لونه الحالي نتيجة خطايا البشر وتعدياتهم. ومما رواه ابن عباس – رضي الله عنهما – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن) فسوادها خطايا بني آدم).
تاريخ وضع الحجر الأسود في مكانه
في الجاهلية كانت هناك امرأة أشعلت ناراً بالقرب من الكعبة فاحترقت. وبعد فترة شهدت الكعبة سيلاً قوياً أدى إلى هدم بعض أجزائها. وفي السنة الثامنة عشرة قبل الهجرة، أعادت قبيلة قريش بناء الكعبة، وتأكدت من بنائها بدخل جيد حلال، بعيدًا عن المحرمات كالربا وأكل أموال الناس بالباطل.
وقد تعاون الجميع في بناء الكعبة حجرًا على حجر، وقد شارك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا العمل قبل بعثته بخمس سنوات. وعندما وصلوا إلى الحجر الأسود، نشبت الخلافات بين القبائل حول من يجب أن يتحمل شرف وضعه. وبعد المناقشات، قرروا أن أول من يدخل من باب بني شيبة – المعروف الآن بباب السلام – هو من يحسم الأمر.
ودخل النبي محمد بن عبد الله الباب، فقالوا: «لقد جاءكم الأمين»، فعهد إليه هذا التكريم. فأتى بثوب ليوضع فيه الحجر، وأذن لجميع القبائل أن يمسكوه من الجانبين، ليشترك الجميع في شرف وضع الحجر الأسود. إلا أنهم واجهوا صعوبة في تأمين الحجر أثناء أعمال البناء المتبقية.
بعد ذلك تم وضع قواعد إبراهيم، وتحيط مكان البناء بالحجر، ثم تم وضع الباب بحيث يكون مرتفعا بحيث لا يمكن لأحد أن يدخل دون إذن، بحيث يسمح لمن أراد الدخول أن يدخل أدخل، ومن لم يرد فليصل إلى الباب ويدفعه.
خصائص الحجر الأسود
يقع الحجر الأسود في الجهة الجنوبية الشرقية من الكعبة، ويبلغ حجمه حوالي ذراع. وهو جزء لا يتجزأ من بناء الكعبة، ولا يظهر منه إلا قمته التي أصبحت سوداء نتيجة أخطاء بشرية، أما باقي الحجر فلا يزال يحتفظ بلونه الأبيض كما كان عند نزوله.
وقد وصف النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – الحجر الأسود بأنه ياقوتة من الجنة، فقال: (الركن والمقام ياقوتتان من الجنة، ولولا أن يحجب الله نورهما لكفتا). وأنرت ما بين المشرق والمغرب).
ووصفه الله بأنه يمينه في الأرض، التي يصافح بها عباده، كما جاء في حديث عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – حيث قال: (هذا العمود يمين الله عز وجل). في الأرض يصافحه عباده كما يصافح الرجل أخاه).