الأهمية الاستراتيجية والثقافية
وتعتبر فلسطين الجسر البري الوحيد الذي يربط قارة آسيا وإفريقيا وأوروبا، حيث تلعب دور البوابة الجنوبية لبلاد الشام وخط دفاعها الأول. ولهذا السبب، دفعت هذه الأهمية الاستراتيجية العديد من الدول والغزاة للسيطرة على أراضيها، حيث شهدت فلسطين العديد من المعارك التاريخية البارزة.
تجدر الإشارة إلى أن موقع فلسطين الجغرافي يتيح لها سهولة التواصل مع الدول العربية المجاورة. ومن كل الاتجاهات – سواء من الجزيرة العربية، أو من الأردن، أو العراق، أو سوريا، أو لبنان، أو من مصر – تصل الطرق إلى فلسطين. ويشكل السهل الساحلي الفلسطيني حلقة وصل بين السواحل اللبنانية والسورية والمصرية، في حين يمثل سهل مرج ابن عامر حلقة وصل بين فلسطين وغور الأردن. ومن ناحية أخرى، يعتبر النقب امتدادا طبيعيا شمال صحراء سيناء، إذ ترتبط كل من سيناء والنقب بالصحراء الأردنية وصحراء شبه الجزيرة العربية.
الأهمية الدينية والسياحية
تنبع أهمية فلسطين الدينية والسياحية من كونها مهد الديانات السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية. فهي موطن المسجد الأقصى وقبة الصخرة، اللذين يعتبران من أقدس الآثار الإسلامية، بالإضافة إلى كونها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. إضافة إلى ذلك تضم مدينة القدس كنيسة القيامة وكنيسة المهد مما يجعلها مقصداً للعديد من السياح حول العالم. وبالتالي فإن هذه الزيارات تعزز فرص النمو في مجال السياحة والتجارة، وتساهم في نشر قيم الاستقرار والسلام والصداقة بين الشعوب.
أهمية تجارية
وتتجلى الأهمية التجارية لموقع فلسطين الجغرافي باعتبارها ممرا رئيسيا للقوافل التجارية، وخاصة تلك التي تسافر من الشرق إلى الغرب. وتمر القوافل التجارية القادمة من آسيا والهند والجزيرة العربية عبر الموانئ الفلسطينية على البحر الأبيض المتوسط، قبل أن تتجه نحو أوروبا. وكانت الحدود البرية الجنوبية لفلسطين، التي تربط بين آسيا وأفريقيا، عاملاً رئيسياً في وجود المحطات التجارية، مما ساعد على الاستقرار والنمو الاقتصادي. ولا تزال فلسطين تحتفظ بأهميتها التجارية العالمية، خاصة من خلال موانئها المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
الموقع الجغرافي لفلسطين
تقع فلسطين على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ويمتد خط عرض 32 درجة شمالاً وخط طول 35 درجة و15 دقيقة شرقاً. وتقع أيضاً في الجهة الغربية من الأردن وجنوب لبنان، وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 27026 كيلومتراً مربعاً. تشتهر فلسطين بتضاريسها المتنوعة التي تشمل السهول الساحلية والداخلية والجبال والتلال والصحراء الجنوبية.