يعتبر الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود من الشعراء السعوديين المبدعين. ولد عام 1949 في بيئة تتميز بالمعرفة. وهناك درس في مدرسة الملكة فيكتوريا بالإسكندرية.
شعر بدر بن عبد المحسن
وفيما يلي قصائد بدر بن عبد المحسن:
- قصيدة عن آخر غبار على الأرض
“على آخر تراب من الأرض…
ومن الأفضل أن تكون المسافة بوصة واحدة…
والأرض كلها… لا تحتمل مشقة السفر…
أشعر.. رغم صغر سني.. بعدم أهمية حياتي..
وفي قلبي ندم كبير..
ليت… ليت… لم تكن عيناك لي أرضا
لم أقف يوما واحدا
على آخر غبار الأرض..
صورتك…وحزن الناس…
أذى الناس.. وهم في عينك أناس..
تخونون الشعب ويخونونكم..
تخيلتك في سماء الليل..
على خد السماء الزرقاء
زحمة والعالم مستيقظ..
هناك من ينزل وهناك من يصعد..
مثلك يخاف من البلل والطين…
يقول أن الرعد صعب..
يشعر وكأن المطر سكيناً
يشعر أن الذي يضحك .. يشعر أن الذي يبكي ..
لا أحد فقير..
تخيلتك ولا أدري لماذا
لا أعتقد أنك تعرف بعد..
يا عزيزي المسافة سنتيمتر واحد..
يا أنت الليالي صابرة..
والأرض كلها… لا تحتمل مشقة السفر…
على آخر غبار الأرض..
على الحافة…
ومرت بي الليالي
لقد مرت سنوات عمري..
أدركت أن النطاق محدود..
والليل ليس شعرك ولا رموشك…
ولم أرى الشفقة على خديه..
كنت أعرف أنني لا أستطيع أن أتمنى، حتى لو كنت أهتم…
والجرح ينزف من دمي..
صحيح أن العالم ليس جافا..
أنا وأنت في الدنيا..
وعلى العتبة…
أشعر أن المسافة سنتيمتر واحد فقط..
أحس مثل الليالي.. صبر..
والأرض كلها… لا تحتمل مشقة السفر…
أشعر أنه رغم صغر سني..وتفاهة عمري..
وفي قلبي ندم كبير..
أتمنى… أتمنى… ليت عينيك لم تكن لي أرضا
لم أقف يوما واحدا
على آخر تراب من الأرض…”
“حبيبي، من وقع في حب فكرته أيضًا؟ * شبح وخيال وجمال يكسر الخاطر
ولم يحذرك حاميك من خداعه وسحره. * ولم يقل أن قلبه خراب وأوقاته كئيبة
ليس في دفتره عدل، ولا شهادة في حبره، * ولا نور في غربته، متناثرا حائرا
سمعتك وكل العيون تبعثرت * بكت الدموع بين السيف والحافر
لا تقتله من الألم، حتى لو عاش لفترة طويلة. * جمال الماضي والحاضر كان يفوق مخيلته
الذي طعنته، اترك شبرًا واحدًا في صدره. * يقع في الحب عندما يقيم ويسافر
الكوكب الذي يقول الناس إنه صغير* بعيد جدًا لدرجة أنه صغير جدًا
لا تحسده، خذ من خبزك اكسره * للجوع واعطه لشباب القلب وللساهرين
ما هو قليل هو صغير وفائض عن ملئه. * وما هو كثير فهو صغير وذو طبيعة نادرة
الصغير صغير فيفيض من الكبير * وأصابعه، وحين تظن أنه ليس هناك غيره
أصابعه وإن عددتها كلها عشرة، وفي كل حجر ترى بياض عظامه
في كل أرض شكلناها نصر، وكلما بكى ولد كل دمعة شاعرا
في كل مرة جُرح نزف، واحترق كل فكر، وفي كل مرة بكى ولدت كل دمعة شاعراً.
- قصيدة حب هالسمان
“”لست حارس النجوم…ولا أنت زارع القمر
لا يخزنون السموم ولا يشعرون بالمطر
تحمل أحزان التراب.. وتحمل أحزان السماء
يغريك السراب… ويقتلك العطش
تحمل الهموم والهموم
وفي النهاية أنت إنسان
***
أنت لست فارس هذه الرمال ولا طيور النورس في هذا البحر
أعظم حروبك هي الخيال.. وأقصر طريقك هو السفر
يحمل أحزان الصديق.. ويحمل أحزان العدو
لماذا تذهب عندما الطريق…ينتهي كل شيء…يبدأ؟
أتمنى أن يكون هناك شيء دائم فيه
وفي النهاية أنت إنسان
***
لا أنت عاشق هذا الزمان.. ولا عاشق مشنقة هذه الزهور
أنت بحاجة إلى الأمان… عندما يعانقك الحجر
أحمل خوف الغياب وخوف اللقاء
كفى شباباً ضائعاً لا تضيعوا ما تبقى
أوهامك ليست ضرورية
وفي النهاية أنت إنسان.”
«غابت الشمس… وأصبح الجو بارداً… وتحول الشفق إلى اللون الرمادي… في حجر الأرض
من يريد أن يدوس على كل هذا الرماد بقدميه…
أيها العابر.. في الأفق.. من السراب.. إلى الندى..
سقط قلبي على الأرض، مشلولا.
أو لا تسحق القلب من الداخل… فلكل يوم شمس
ليس لدي سوى قلبي
أنا الذي بكيت حتى الموت، غارقة في الدموع.
ويوم اكتفى تراجع وعانق ظله ومسح صدره وخده…
ثم تبسم كثيراً حتى حسده الناس
أيها الفلاح، الشوك المسحوق.. في كل الرمال.. يقع تحت أقدام من يكره الشوك
أوه، أيها الرجل المحظوظ الذي داس على أصابع قدمي. ليس لدي سوى قلبي
وغربت الشمس وامتد الظلام بظله.
على الجروح. يا من تخفي الجمال المخزي عن عيني
لا تظهر أنيابك… وتشمت أحبابك
أنا الذي وهبته نور الشموس… حتى حسده الناس
ولا تنتظر إلا الجنة.. في سبيل الله..
ليس لدي سوى قلبي..”