قصة زوجة فرعون في القرآن باختصار. ونحن نعلم جميعا أن العديد من الأنبياء كان لزوجاتهم دور كبير في عصيانهم ومعارضتهم، وخانتهم. وتدل على ذلك زوجة سيدنا نوح عليه السلام، وأيضا زوجة سيدنا لوط عليه السلام. ومن ناحية أخرى، كان هناك أناس طغاة، ولكن زوجاتهم من النساء الصالحات، مثل امرأة فرعون. ولهذا يتزايد البحث باختصار عن قصة امرأة فرعون في القرآن.
حياة آسيا وطغيان فرعون
وكانت السيدة آسيا هي أهم نسب فرعون مصر، وذلك لأنها والأسرة التي تنتمي إليها كانوا من سلالة قديمة وكان لهم مكانة مهمة.
كانت السيدة آسيا امرأة جليلة. وكانت تحب الخير للآخرين، ولا تتكبر عليهم في نسبها أو منصبها. وكان الحراس ينظمون لها موكباً ضخماً، لكنها رفضت الركوب فيه وهي توزع الخير على المحتاجين.
أما فرعون فكان ظالماً في الأرض، وكان يريد القضاء على القوم الذين على دين سيدنا يوسف عليه السلام، فأصدر أمر بقتل آخر من وجد عند الله، وبهذا لقد كان يرضي ألوهيته، إذ كان يعتقد أنه فوق كل البشر.
وكان فرعون يفرض ضرائب كثيرة، ويأخذ أموال الناس وذهبهم، مقابل عدم الإضرار بهم، ومن يرفض يتعرض للإهانة والتعذيب.
وكانت السيدة آسيا تعارض دائمًا هذه الضرائب المفروضة وتقول له إن الشعب لا يستطيع تحملها، ورغم ذلك استمر في طغيانه ولم يتوقف عن فعل ذلك.
والجدير بالذكر أن فرعون كان يرى دائمًا النيران تنتشر حوله في أحلامه ولا تقترب من بيوت الفقراء، وعندما أخبر ذلك لآسيا أخبرته أن هذه الحرائق قد تكون من الواجبات التي فرضها على الناس، ولكن ولم يقتنع ولجأ إلى استشارة السحرة والعرافين.
ولما قص فرعون حلمه على الساحر، قال له: هناك غلام سيولد من بني إسرائيل، ويكون علامة الهلاك والدمار لفرعون، وتكون نهايته على يد من هذا الصبي.
أثار هذا الخبر الرعب والقلق في قلب فرعون الذي اعتاد أنه هو المسؤول والرب المسيطر على جميع عبيده، وبدأ يخاف من أي ولد سيولد.
قصة آسيا زوجة فرعون
وكان فرعون قد أصدر أمراً بقتل أي طفل ذكر يولد لبني إسرائيل، وذلك لأنه كان على يقين أنه سيقضي على الطفل الذي سيكون سبباً في هلاكه وهلاكه. وكان هذا القرار سبباً لخوف وحزن الأمهات عند جميع بني إسرائيل.
وقد قابلت آسيا هذا القرار بالاعتراض ورفضت قتل الأطفال. وقالت إن هؤلاء أطفال أبرياء لا ذنب لهم في كل ذلك، وإن الوصول إلى السلطة يعتمد على الحكمة في العمل.
وبعد سنوات قليلة ولد النبي موسى عليه السلام. وكان هذا الأمر صعباً على أمه، ففكرت في حماية ابنها من ظلم فرعون وقراره بقتل الأطفال الذكور. فأوحى الله عز وجل لها في المنام أن تضع نبي الله موسى عليه السلام في صندوق وترميه في النهر ولا تخاف. ولذلك فهو في ذمة الله.
وبالفعل فعلت أم فرعون ذلك خوفاً على طفلها، وأخذت الماء من الصندوق حتى وصل إلى مكان قريب من قصر فرعون. أخذ الخدام الصندوق ولما فتحوه وجدوا سيدنا موسى. فقالت آسيا لزوجها إنها تريد أن تتخذه ابنا لها لأنها لا تلد صبيان، فوافق نبي الله موسى.
رفض الرضيع أن يرضع من أي ممرضة ستحضره، فأخبرتهم أخته أنها سترشدهم إلى مرضعة، وتكون هذه المرضعة أمه. وهكذا جمع الله تعالى بين الأم ورضيعها من جديد، وهذا كله فضل ورحمة من الله عز وجل.
وبعد ذلك كبر سيدنا موسى عليه السلام وبدأ يدعو إلى عبادة الله والإيمان بالله عز وجل. وهذا ما أثار غضب فرعون عليه وانقلب عليه. أراد قتله للتخلص من مكالمته. فأحضر إليه السحرة، ودارت بينهم معركة انتهت بخسارة السحرة واستسلامهم عندما رأوا المعجزات. الله عز وجل، وسجدوا لله وآمنوا به، ولكنهم كفروا بفرعون.
دعاء آسيا زوجة فرعون
- أثناء تعذيب فرعون وجنوده لزوجته السيدة آسيا بسبب إيمانها بإله واحد، رفعت نظرها إلى السماء ودعت الله عز وجل بدعاء مشهور معروف أنه لها وهو:
(رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين)
استجاب الله تعالى لدعاء السيدة آسيا، ورزقها الله كونها رأت مكانها في الجنة، فبدأت تضحك في حالة من الفرح والسعادة، وبعد ذلك صعدت روحها إلى ربها مطمئنة إلى أنها سيكون الجزاء الجنة .