منذ القدم، ساهم العرب المسلمون في العديد من الاختراعات التي غيرت خريطة العالم، وكان لها أثر كبير في حياة الأفراد والجماعات. وامتدت بداية هذه الاختراعات إلى بداية القرن الثالث عشر، حيث حقق عدد كبير من العلماء المسلمين إنجازات بارزة باكتشافاتهم التي سهلت الحياة وتقدمت البشرية جمعاء، وكان من بين هؤلاء المخترعين من كان في طليعة العلماء أول المخترعين العرب والمسلمين.
من هو جابر بن حيان؟
وفيما يلي شرح مختصر عن جابر بن حيان:
- جابر بن حيان هو أبو موسى جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي وأحد أشهر علماء المسلمين في مجال الكيمياء.
- ولد جابر بن حيان في مدينة طوس الإيرانية في خراسان عام 721م، ولكنه من أصل يمني حيث انتقل والده من اليمن إلى العراق، ثم انتقل إلى إيران وأنجب ابنه جابر بن حيان، ثم عاد ليستقر في العراق في مدينة الكوفة.
- وبعد انتقاله إلى الكوفة عمل والد جابر بن حيان في مجال العطارة والصيدلة واستمر في ممارسة هذه المهنة لفترة طويلة. وكان لاهتمام والد جابر بن حيان بمهنة العطارة الأثر الكبير في تعليم ابنه الكيمياء لارتباط هذين العلمين.
- وقد أخذ جابر بن حيان على كبار علماء عصره، ومنهم أستاذه الإمام جعفر الصادق، والشيخ الحربي الحميري. بالإضافة إلى ذلك، كان ضليعاً في جميع الكتب المتعلقة بالكيمياء، بما في ذلك الكتب القديمة التي كتبها الهنود واليونانيون والفرس.
- وإلى جانب الكيمياء، برع جابر بن حيان في مجالات العلوم والنباتات والفلك والتنجيم والطبيعة والمعادن والميتافيزيقا والطب والتشريح وغيرها من العلوم المهمة.
- حصل جابر بن حيان على عدة ألقاب منها “شيخ الكيميائي” و”أبو الكيمياء” و”الأستاذ الكبير” والعديد من الألقاب الأخرى.
- أسس جابر بن حيان علم الكيمياء الحديث ووضع الأساس لعلم الكيمياء القديم.
- وحقق نجاحات عديدة في مختلف العلوم، ليس فقط في مجال الكيمياء، بل تميز بشكل خاص في مجال الكيمياء. ساهم في تعريف وتأسيس أساسيات الكيمياء وتأسيس مصطلحاتها، ومنها: التبخر والتقطير والتكليس والتسامي وغيرها من المصطلحات التي لم تكن معروفة من قبل.
- لابن حيان الفضل في العديد من الإنجازات. وهو أول من صنع الزجاج من المنجنيز، كما كان أول من دبغ الجلود وصنع الأقمشة واكتشف تسربات المياه وابتكر طريقة لعلاج الصدأ والقضاء عليه.
- ساهم ابن حيان في تصنيف المواد الكيميائية إلى ثلاث فئات: مواد تتبخر بالحرارة، ومواد تتبخر بالمعادن، ومواد تتبخر بالمركبات.
- وكان ابن حيان أول من قسم العلوم إلى عدة أقسام وتصنيفات. وتنقسم العلوم الدينية عنده إلى قسمين: العلم الظاهر، والعلم الباطن، ومن هذين القسمين ينحدر عدد من الأقسام الأخرى. وقد قسم العلوم العلمانية إلى قسمين: العلم السفلي، أي العلم وهذا ليس خاصًا بالكيمياء، بل هو للعلوم الأخرى التي تدعم الكيمياء، وأم العلوم النبيلة هي الكيمياء بفروعها المختلفة.
- يعود الفضل إلى ابن حيان في وضع أسس العلم التجريبي. وكان منهجه في البحث والبحث يعتمد على البحث والتحقيق والتجريب. واعتمد العلماء هذه الطريقة التي لا تزال مستخدمة حتى يومنا هذا.
- تُرجمت كتب جابر بن حيان إلى عدة لغات، منها اللاتينية والهندية وعدد من اللغات الأوروبية.
- قام بتأليف عدد كبير من الكتب والمطبوعات والمجلدات، ومن أشهرها:
- كتاب “الزهرة”.
- كتاب “الحجارة”.
- كتاب الكيمياء.
- كتاب “السبعون كتابا”.
- كتاب “الرحمة الكبرى”.
- كتاب “المائة واثنا عشر”
- كتاب “الموازين”.
- كتاب “البيان”.
- كتاب “النور”.
- وقد عانى جابر بن حيان قبل وفاته من الاضطهاد والطغيان والظلم والحسد، لدرجة أن الكثيرين حسدوه على غنى علمه وثقافته وإنجازاته. وقيل إنه تعرض لعدة محاولات قتل، ونجا منها، وتوفي عن عمر يناهز 95 عامًا وهو قائم يصلي الفجر. أما سنة وفاته فمعلوم أنه توفي سنة 815م، الموافق 160م.