كيف يتنفس الجنين قبل ولادته؟ تقلق معظم النساء الحوامل بشأن تنفس الطفل، سواء كان يتنفس بشكل جيد داخل الرحم أم لا، وقد يتساءلون عن كيفية تنفس الجنين في الرحم، حيث يستطيع الجنين فعلاً القيام بحركات التنفس برئتيه في الرحم، ولكن هذا لا علاقة لها بعملية التنفس الفعلية التي تتم. يزود الجسم بالأكسجين، ولا يتدرب عليه الجنين إلا بعد الولادة.
كيف يتنفس الجنين قبل ولادته؟
يتم تزويد الجنين بالأكسجين من خلال الحبل السري، حيث أن التنفس الرئوي لم يحدث بعد في الرحم. ومع ذلك، يبدأ الطفل في حركات التنفس منذ الأسبوع السادس والعشرين من الحمل تقريبًا، وهو نوع من تمارين ما بعد الولادة.
تمتلئ رئتا الطفل بالسائل الأمنيوسي الموجود في الرحم، إذ لا يستطيع الجنين في الرحم التنفس لأول مرة إلا بعد الولادة وبعد السعال أو امتصاص السائل الأخير من الرئتين.
بالإضافة إلى ذلك، تمتلئ رئتا الطفل بالكامل بالسوائل التي تنتجها الرئتان نفسها، مما يساعد على نضوج الرئتين ويضمن عدم انهيار الرئتين الناضجتين.
تتم عملية تنفس الجنين في الرحم، حيث تقوم الأم بتزويد الجنين بالأكسجين حتى ولادته، كما تقوم الأم بتهوية الجنين من خلال المشيمة والحبل السري.
كيف يتنفس الجنين قبل ولادته في بطن أمه؟
لا يغوص الجنين في الرحم؛ والسبب في ذلك هو وجود حاجز المشيمة – وهو غشاء مرشح سلبي – يمنع دم الأم من الدخول إلى الدورة الدموية للطفل والعكس صحيح.
يسمح هذا الغشاء أيضًا بمرور بعض المواد التي تذوب في دم الأم فقط لتزويد الطفل بالعناصر الغذائية الحيوية والأكسجين.
فقط قبل وقت قصير من الولادة، يتحلل السائل الموجود في الرئتين تدريجيًا، بحيث تتسبب آخر بقايا متبقية في إصابة الطفل بالسعال بعد الولادة. عندها فقط يمكن للطفل أن يأخذ أنفاسه من تلقاء نفسه.
لماذا لا يختنق الجنين رغم غمره في السائل المهبلي؟
عندما ينمو الطفل في بطن أمه، يتلقى كل ما هو ضروري للحياة من خلال الحبل السري، لأنه لا يستطيع أن يأكل ويتنفس بمفرده.
يتم نقل العناصر الغذائية والأكسجين عن طريق الدم عبر شريان سميك – وريد الحبل السري – من المشيمة إلى الطفل.
تعمل الدورة الدموية لدى الجنين بشكل مختلف تمامًا عما كانت عليه بعد الولادة؛ ويرجع ذلك أساسًا إلى أن الرئتين لا تعملان بعد، وإلا فإن الجنين سيغرق في السائل الأمنيوسي الموجود في الرحم أثناء محاولته القيام بعملية التنفس في الرحم.
وحتى لا يضطر الدم إلى شق طريقه عبر الرئتين، هناك اتصالان بارعان، يضمنان وصول أكبر قدر ممكن من الدم مباشرة إلى الدورة الدموية للطفل.
هذه الاتصالات القصيرة، إذا جاز التعبير، تنغلق دائمًا من تلقاء نفسها بعد الولادة.
عملية التنفس في الرحم
تتم عملية تنفس الجنين من خلال مجموعة من الخطوات كالتالي:
- يأتي الدم الغني بالأكسجين والمواد المغذية إلى الطفل عبر الوريد السري ويتدفق إلى وعاء دموي في الجزء الخلفي من الكبد مباشرة إلى الوريد الأجوف السفلي.
- بمجرد وصول الدم المؤكسج إلى الأذين الأيمن، يتم توجيهه بالكامل تقريبًا عبر فتحة في الحاجز الأذيني إلى الأذين الأيسر؛ لأن جزء مجرى الدم القادم من الوريد السري يستهدف هذه الفتحة مباشرة.
- لا يختلط الدم المؤكسج مع الدم غير المؤكسج، والذي يتدفق في نفس الوقت من النصف العلوي من الجسم عبر الوريد الأجوف العلوي إلى الأذين الأيمن.
- يقع الحاجز الأذيني في أقصى اليسار قبل الولادة، وسيتحول إلى اليمين بعد الولادة.
- يتم توجيه الدم المؤكسج من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر ثم يتدفق إلى الشريان الرئيسي.
- تتفرع الأوعية الدموية في الرأس والجزء العلوي من الجسم من قوس الأبهر.
وهذا يضمن أن الدماغ، وهو حساس للغاية لنقص الأكسجين، يتلقى أكبر قدر ممكن من الأكسجين من بقية الجسم. ليست هناك حاجة لرئتي الجنين بعد للدورة الدموية، وبالتالي لم يتم تطويرهما بعد. يمكنك أن تفكر في الأمر كإسفنجة مضغوطة، لأن المقاومة الموجودة في الأوعية الدموية تكون عالية جدًا في الأمراض الرئوية، حيث لا يتدفق سوى جزء صغير من الدم عبر الرئتين.