وفي هذا المقال سنستعرض موقع آثار مملكة تدمر القديمة، والتي تعتبر من أبرز المعالم الأثرية في سوريا. تُعرف مدينة تدمر الملقبة بـ”عروس الصحراء” بأنها إحدى المدن التاريخية ذات الأهمية العالمية، وقد أطلقت عليها هذا الاسم الشعوب السامية التي عاشت فيها.

موقع آثار مملكة تدمر القديمة

وتقع آثار تدمر الأثرية في البادية السورية ضمن محافظة حمص التي تقع بدورها شمال شرق دمشق. وتشتهر المدينة بكونها واحة خضراء وسط الصحراء، تزينها أشجار النخيل. تعرضت تدمر لمؤثرات حضارية متعددة، إذ كانت وسيطاً بين الحضارة الرومانية في بلاد الشام والحضارة الفارسية في بلاد الرافدين.

آثار مملكة تدمر القديمة

تضم مدينة تدمر مجموعة متنوعة من المواقع الأثرية التي تعود إلى مختلف الحضارات التي نشأت في تلك المنطقة. تعتبر آثار تدمر من أفضل المعالم المعمارية في الشرق، حيث تعتمد المدينة اليوم بشكل كبير على السياحة نظراً لأهميتها الثقافية والتاريخية. آثار تدمر مُصنفة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، ومن أبرز معالمها ما يلي:

معبد بل:

يعد معبد بل من أهم المعالم الدينية في القرن الأول الميلادي في الشرق الأوسط. ويعتقد أن بيل هو إله من أصول أكادية، ويعتبر إله الآلهة. وتم بناء معبد بل لعبادة له.

قوس النصر:

يعتبر قوس النصر من أشهر معالم السياحة في مدينة تدمر، كما يعتبر من أجمل المباني المعمارية في العالم. يتكون قوس النصر من ثلاثة أقواس، وهو الطريق المؤدي إلى معبد بل. تم بناء هذا المعلم في عهد الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس الذي حكم في الفترة من 193 إلى 211 م.

معبد نابو:

ويعتبر نابو إله حضارة بلاد ما بين النهرين، ويرمز له بالحكمة والقوة. يحتوي هذا المعبد على مذبح مدخل مزين بأعمدة مصنوعة من الحجر الجيري يصل طولها إلى 20 مترًا وارتفاعها 3 أمتار.

وادي الأردن:

وتتكون الأودية من صحن مستطيل الشكل تقدر أبعاده بطول 71 مترا وعرضه 48 مترا. تم بناؤه في القرن الثاني الميلادي. ويحتوي على مجموعة من الممرات، وتحتوي جدرانه على نوافذ مزخرفة.

معالم أثرية أخرى في تدمر

وأثناء استكشافنا لآثار مملكة تدمر القديمة، رصدنا عدداً من المعالم الأثرية الأخرى، منها:

  • معبد بعل شمين: يعتبر من أهم المعابد القديمة للإله الكنعاني بعل شمين. يعود تاريخه إلى القرن الأول، وتم ترميمه عدة مرات.
  • متحف الفولكلور: يضم هذا المتحف مجموعة متنوعة من الفنون والآثار المكتشفة في تدمر، ويحتوي على العديد من التماثيل المنحوتة التي كانت تستخدم لتكريم المتوفين من قبل العائلات الثرية.
  • وادي المقابر: يحتوي هذا الوادي على العديد من المقابر الملكية، ومن أشهرها مقبرة لاماليكو.
  • شارع العمود: يمتد هذا الشارع بطول 1.2 كيلومتر، ويضم قوس النصر، وينتهي عند معبد نابو.
  • المسرح: يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي، ويتميز بمرافقه المخصصة لاستقبال الجماهير وغرف خاصة للممثلين.

معلومات عن مدينة تدمر

  • تقع مدينة تدمر شمال غربي سوريا، وتحديداً في محافظة حمص، على ارتفاع 418 متراً عن سطح البحر، وتبعد عن العاصمة دمشق حوالي 243 كم. ويبلغ عدد سكانها حوالي 51015 نسمة، مما يجعلها ثالث أكبر مدينة في المحافظة.
  • يعود اسم “تدمر” إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، حيث يشاع أن الكلمة تعني “الحمى” أو أنها مشتقة من كلمة لاتينية تعني “نخيل”. ويعتقد أن المدينة تنسب أيضا إلى الإسكندر الأكبر الذي أطلق عليها اسم “الميرا” لكثرة أشجار النخيل والغابات فيها.
  • ورد اسم “تدمر” في العديد من النصوص القديمة، بما في ذلك مخطوطة آشورية تم اكتشافها في مدينة كولتيبي الواقعة في منطقة الأناضول، ويعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد.
  • كما ورد اسم “تدمر” في وثائق تعود إلى مملكة ماري في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، بالإضافة إلى ذكرها في نصوص الإعمار في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.

من بنى مدينة تدمر؟

  • سكن الإنسان القديم المنطقة المحيطة بتدمر، حيث يُعتقد أن سكان المدينة الأوائل كانوا من العصر الحجري قبل حوالي 75 ألف سنة. وقد أنشئت هذه المستوطنة بجوار الواحة الواقعة في الصحراء نظرا لتوافر مصادر المياه وخصوبة الأرض.
  • وأصبحت تدمر فيما بعد إحدى المستعمرات في بلاد ما بين النهرين تحت حكم الآراميين في الألف الثاني قبل الميلاد، ودخل العرب تدمر في الألف الأول قبل الميلاد مما ساهم في تكوين مجتمع معزز بالتنوع الثقافي واللغوي.
  • تعتبر اللغة الآرامية من اللغات الشائعة في منطقة غرب الفرات، وهناك كتابات كثيرة تحتوي على مصطلحات وآراء تعود إلى هذه الفترة.