مملكة ماري هي إحدى الممالك السورية القديمة، وقد تركت بصمة بارزة في تاريخ الحضارات القديمة بفضل ازدهارها وتقدمها المتميز في النشاط التجاري والاقتصادي، بالإضافة إلى التزامها بالقوانين الاجتماعية. وتقع فترة ازدهار تلك المملكة حوالي ثلاثة آلاف قبل الميلاد. وفي هذا المقال سنتناول موقع آثار مملكة ماري على الخريطة.

موقع أطلال مملكة ماري على الخريطة

  • تم اكتشاف آثار مملكة ماري بالصدفة في تل الحريري الذي يقع على ضفاف نهر الفرات. وتعتبر هذه المنطقة من المناطق الزراعية ذات الكثافة السكانية العالية، بالإضافة إلى كونها منطقة حيوية ومركزية في الحركة التجارية.

معلومات عن مملكة ماري

تأسست مملكة ماري من خلال اتحاد عدة قوى نابعة من مجالات مختلفة، مثل القوى الملكية والاجتماعية والسياسية المتقدمة، مما جعلها من أهم وأشهر الممالك في ذلك العصر. وكانت مدينة ماري تعتبر ميناءً لنهر الفرات بفضل موقعها الجغرافي وقوتها ونفوذها على المنطقة.

آثار مملكة ماري

تم العثور على عدد من المخطوطات والوثائق التي تكشف تاريخ المملكة، منها:

  • وتظهر الوثائق التطور الأسري الكبير الذي شهدته المملكة في ذلك الوقت، حيث ظهرت ثقافة حضارية واقتصادية جعلتها إحدى القوى الرائدة في تلك الفترة.
  • وتتضمن الوثائق نصيحة من الحاكم لابنه بضرورة الصبر وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، لتجنب النتائج غير المرغوب فيها.
  • وتشير المخطوطات إلى طبيعة سكان مملكة ماري، حيث بنوا منازلهم من الطين.
  • وقد روعي الجانب الترفيهي للمواطنين، حيث تم إنشاء نقابات فنية ضمت فرق موسيقية لتطوير الحياة الاجتماعية.
  • وتظهر الوثائق اهتمام المدينة بسكانها، حيث كانت تعد تقارير دورية عن أوضاع الفقراء والمحتاجين.
  • وأوضحت الوثائق طبيعة الحياة الاقتصادية في المدينة، والتي اتسمت بغزارة الإنتاج الذي يلبي احتياجات السكان، من الزيوت والعطور، حيث كان هناك نحو اثني عشر نوعا من الزيوت وأنواع كثيرة من العطور لتلبية حاجة السوق.
  • كما تتميز المدينة بتوفر المجوهرات والزخارف، واشتهرت بصناعة الملابس لتلبية احتياجات السكان.

تصميم مدينة ماري

  • صممت مملكة ماري على شكل بيضاوي، ويحيط بها من جميع الجهات وادٍ صغير يقع في الجهة الجنوبية الغربية.
  • وهي محاطة بأسوار لحمايتها وتعزيز أمنها الداخلي، فيما يساهم نهر الفرات من الجهة الشمالية الشرقية في تعزيز الأهمية الاقتصادية والعمليات الدفاعية للمملكة.

اكتشاف مملكة مريم

تم اكتشاف مملكة ماري فيما يلي:

  • وقد تم العثور عليها حديثاً عام 1933 أثناء فترة الحكم الفرنسي في سوريا.
  • كان أهالي المدينة يحفرون لدفن أحد موتاهم، وأثناء عملية الحفر تفاجأوا بوجود صخرة كبيرة.
  • وبعد فحص الصخرة، اكتشفوا أنها تحمل آثار تمثال مقطوع الرأس ويداه مكففتان ومغطاة بالقشور.
  • وأبلغ المسؤول الفرنسي كابان حينها، وعندما زار الموقع تفاجأ بوجود كتابة مسمارية على التمثال.
  • وهكذا أعيد اكتشاف معالم مملكة مريم، ونقل التمثال إلى مدينة دير الزور.
  • وأدى الاكتشاف إلى اكتشاف معابد وآثار تماثيل تحمل الكتابة المسمارية، مما يسمح بفهم أوسع للحضارة المنقرضة.

الفن في مدينة مريم

ورغم أن عمر مدينة ماري كان قصيراً، إلا أنها لعبت دوراً بارزاً في تطور الفن والنحت. وكانوا من أوائل من استخدموا المينا في تغطية الفخار، والذي اشتهر فيما بعد في العصر الإسلامي.