تدور قصة أصحاب الكهف في زمان ومكان لا يعلمه إلا الله تعالى، ولم يذكر القرآن الكريم الموقع الجغرافي الذي ذهبوا إليه، وكان ذلك لحكمة إلهية.

في هذا المقال سنكشف لكم مكان وجود أهل الكهف، وسنروي قصة أصحاب الكهف بكل تفاصيلها، بالإضافة إلى توضيح حقيقة عددهم وهل هناك دليل صريح على ذلك نص في القرآن بخصوص هذا الرقم.

تابعونا حتى نهاية المقال فهو سيتضمن معلومات موثوقة مذكورة في القرآن الكريم.

قصة أصحاب الكهف

وقبل أن نتعرف على مكان أصحاب الكهف، دعونا نستعرض القصة الكاملة عن أصحاب الكهف وما حدث لهم بالتفصيل:

  • وكان أصحاب الكهف مجموعة من الشباب الذين يعيشون في قرية نائية. وكان سكان هذه القرية يعبدون الأصنام والآلهة الأخرى، ويهملون عبادة الله تعالى.

  • كما أن حاكم القرية كان يعبد الأصنام وكان ظالمًا للغاية، وكان لا يريد أن يؤمن أحد بالله عز وجل.

  • وظهرت هذه المجموعة من الشباب الذين آمنوا بالله وحددوا لأنفسهم الطريق القويم المستقيم.

  • كان هؤلاء الشباب يخافون الله تعالى ويرفضون الخضوع للصنم.

للحصول على مزيد من المعلومات:

اذهب إلى الكهف وابتعد عن المدينة

  • فقرر هؤلاء الصبية أن يبتعدوا إلى مكان بعيد عن أهل قريتهم حتى لا يفتنوا، ويبتعدوا عن عبادة الله -عز وجل- وكذلك يبتعدوا عن ملاحقة جنود الحاكم الظالم لهم.

  • وكان هؤلاء الشباب برفقة كلبهم الذي كانت مهمته حراستهم، وحدثت معجزة عظيمة عندما جعل الله تعالى هؤلاء الشباب ينامون لمدة 390 سنة.

  • وكانوا يتقلبون أثناء نومهم حتى لا تتصلب أطرافهم.

    • جاء ذلك في قول الله تعالى: (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تضيق عليهم ذات الشمال * وهم في ثغرة منه وهذا من آيات الله ومن يهده الله فهو المهاد ومن يضلل فلن تجد له وليا يهديه وتحسبهم يقظين وهم مستيقظون. نائمين فقلناهم ذات اليمين وإلى الآخرة لو رأيتهم لهربت منهم ولملأك رعبا).

  • ثم أعاد الله عز وجل إليهما الحياة بعد هذه المدة الطويلة.

  • وعندما استيقظ هؤلاء الشباب شعروا بالجوع الشديد، فقرروا إرسال من يشتري لهم طعامًا وشرابًا.

    • ولم يعرفوا في ذلك الوقت أنهم ناموا لفترة طويلة، بل ظنوا أنهم ناموا يومًا أو جزءًا من يوم.

الخروج من الكهف

  • وعندما خرج أحدهم وجد أن كل شيء حول المدينة قد تغير، حتى أن أحوال القرية قد تغيرت، ولم يعد هناك حاكم ظالم.

  • واندهش سكان المدينة من مظهر هذا الشاب وملابسه والأموال التي كان يحملها.

  • ولما رآه الشعب أسرعوا لإبلاغ الملك لأنهم كانوا خائفين أن يكون هذا الشاب غريبًا أو جاسوسًا.

  • وأخبر الشاب الملك بما حدث له ولأصدقائه، ثم ذهب الملك لزيارة الكهف الذي يعيش فيه هؤلاء الشباب.

    • جاء ذلك في قول الله تعالى: “وكذلك أعلمناهم أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها”.

  • دخل الملك على الشباب وأخبرهم بالمدة التي قضوها دون طعام أو شراب.

  • ويقال إنهم ماتوا بعد ذلك في نفس المكان، ولم يخرجوا من الكهف مرة أخرى، ولكن العلم في هذا الأمر عند الله وحده.

أين مكان أهل الكهف؟

  • وفي الواقع، اختلف العلماء والباحثون في تحديد الموقع الدقيق لأهل الكهف، إلا أنه تم اقتراح بعض المواقع التي تتوافق مع عصر الحكم الروماني.

  • وذلك بناءً على دراسات قام بها مجموعة من العلماء والباحثين في مجالات التاريخ والآثار.

  • وقد أشار بعض الباحثين إلى أن مغارة الرقيم تقع في قرية تعرف باسم الرجيب، وتقع في جنوب الأردن، في منطقة تسمى سحاب.

  • ويعتبر هذا الكهف من أبرز معالم السياحة في المملكة الأردنية الهاشمية.

  • وبعد ذلك تم اكتشاف مسجد فوق الكهف كما جاء في الآية الكريمة: “وقالوا ابنوا عليهم بناء”. ربهم أعلم بهم. “وقال الذين غلبوا في أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا”.

أقوال أخرى عن مكانة أهل الكهف

  • ووردت بعض الأقوال الأخرى التي تشير إلى وجود مغارة في الأراضي التركية وتحديداً في هضبة الأناضول.

    • وتقع هذه المغارة في المنطقة الجنوبية لجبل بيوت.

  • كما أشار كتاب بعنوان “سبل الرؤية في ممالك الأراضي” إلى وجود أماكن متعددة يُزعم أنها تمثل موقع أهل الكهف.

  • توجد في تركيا مدينة تسمى أفشين، ويعتقد أنها تقع ضمن مدينة أصحاب الكهف، كما أن مغارة بورستاق معروفة بذلك أيضاً، وتقع بين عمورية ونيقية.

  • ويقال أن هذا الكهف يقع في أسفل جبل ارتفاعه 1000 ذراع.

  • كما ورد في هذا الكتاب أن بعض سكان الشام يعتقدون أن هناك جبلاً يسمى قاسيون يحتوي على مغارة محاطة بمسجد، لكنه لا يعتبر المغارة التي لجأ إليها هؤلاء الشباب.

  • أما سكان دمشق فيعتقدون أن قرية الرقيم تحتوي على جبل فيه مغارة تشبه قصة أصحاب الكهف، وتقع بالقرب من منطقة تعرف بالبلقاء في أطراف الشام.

  • ورغم ذلك فإن كل هذه الأقوال لا تزال غير مؤكدة، وأدق القول هو أن المغارة الحقيقية تقع بين عمورية ونيقية.

رأي المؤرخين والمؤلفين في تحديد مكان أهل الكهف

  • هناك عدد هائل من الكتب التي تناولت موضوع الكهوف، وقد أشار مؤلفوها إلى وجود عدد كبير منها.

  • ومن هذه الكتب كتاب بعنوان “قرية شباب الكهف” للمؤلف الدكتور محمد هشام النعسان.

  • وجاء فيه أن هناك ما يقارب 40 دولة تدعي أنها تحتوي على كهوف تابعة لأصحاب الكهف، منها اليمن وتركيا، والتي تضم ثلاث مناطق ادعى أنها مملوكة لأصحاب الكهف.

    • كل هذه الأماكن تشترك في نفس الاسم وتاريخها.

  • وتعددت الآراء حول موقع أهل الكهف، مثل الادعاء بأنه يقع في مناطق مثل بريطانيا وتحديدا في البتراء، بعد العثور على كلمة “رقمو” محفورة على الصخور هناك.

  • كما توجد على الجدران نقوش يونانية ترجع إلى عام 446م، كما ذكر الدكتور عبد المنعم سيد.

  • ومع ذلك، لا يمكننا التأكد من الموقع الفعلي للكهف.

    • ولم يحدد القرآن الكريم والكتب التاريخية بشكل قاطع موقع الكهف الذي كان يقيم فيه هؤلاء الصبية.

عدد الأولاد في الكهف

هناك أقوال كثيرة حول عدد أصحاب الكهف، لكن أول شيء يجب أن نذكره هو ما جاء في القرآن الكريم بخصوص عددهم المحدد:

  • قال الله تعالى: (سيقولون: ثلاثة رابعهم كلبهم، ويقولون: خمسة سادسهم كلبهم، رجم بالغيب. * فيقولون: سبعة، و ثامنهم كلبهم قل ربي أعلم ما يعرفهم إلا قليل فلا تنازعوا بينهم إلا شقاقا مبينا ولا تستشيروا فيهم أحدا).

  • لقد اختلفت الآراء في تحديد عدد أصحاب الكهف، على ثلاثة آراء مختلفة.

  • ويجب أن نتجنب الجدل حول عددهم، إذ لا سبيل لنا أن نحدد عدداً محدداً في قصة أصحاب الكهف.

  • وقد ذكر الله تعالى أنهم ثلاثة، ورابعهم كلبهم.

    • وقال بعضهم خمسة سادسهم كلبهم، والظاهر أن هذا الأمر لم يعرف بعد.

    • وأما آخرون فقالوا إن عددهم سبعة، والثامن منهم كلبهم.

  • ولكن قل ربي أعلم بعدتهم، ولا يعرف عددهم إلا قليل ممن علمهم الله تعالى.

  • ولذلك ينبغي أن نتجنب الجدال في العدد أو في أي شيء لم يذكر في كتاب الله على وجه التحديد.

  • وبالتالي لا نستطيع تحديد العدد الحقيقي لأصحاب الكهف، فهذا الأمر لا يعلمه إلا الله.

    • وينبغي أيضاً أن نتجنب الجدل حول العدد، لأن الله تعالى أمر بذلك.