السيرة النبوية اليومية

وتشكل سيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قدوة، حيث يمكن تلخيص نشاطه اليومي فيما يلي:

  • صلاة الفجر: كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يصلي الفجر في المسجد برفقة أصحابه، وكان بعد الصلاة مدة يبقى في مسجده يذكر الله حتى طلوع الشمس. وكان الصحابة يجتمعون حوله أحيانًا لمناقشة موضوعات من أيام الجاهلية، مما خلق جوًا من الألفة والضحك. وبعد ذلك كان يزور زوجاته ويعود أولاً إلى المسجد لصلاة الضحى لتعليم وتحذير أصحابه، بالإضافة إلى إدارة شؤونه الخاصة.
  • صلاة الضحى: بعد ذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي سنة الضحى، كما روت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (رسول الله صلى الله عليه وسلم) وكان صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربع مرات ويزيد ما شاء الله).
  • القيلولة: في وقت الظهر كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأخذ قيلولته للاستعداد لصلاة الليل، فينادي: (قِيلُوا، فإن الشياطين لا تقيل).
  • صلاة الظهر: بعد القيلولة يخرج لأداء صلاة الظهر مع الناس، وإذا كان له موضوع مهم للمسلمين يجتمع بهم. وكانت خطب النبي تُلقى غالبًا في هذا الوقت. وبعد الانتهاء من الخطبة يعود إلى بيته لأداء صلاة السنة.
  • أكل الطعام: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأكل ما وضع بين يديه بلا تمييز. وقد تمر عليه الأشهر دون أن يأكل إلا التمر والماء. عن عائشة – رضي الله عنها – أن النار لم توقد في بيوت النبي – صلى الله عليه وسلم – شهرين، وكان تغذيتهم يعتمد على التمر والماء، بالإضافة إلى المعونة من جيرانهم الأنصار.
  • صلاة العصر: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحرص على أداء صلاة العصر في أول وقتها، وبعد الصلاة يزور زوجاته ويشارك أهله بعض الوقت.
  • صلاة المغرب: بعد أداء صلاة المغرب يتناول النبي -صلى الله عليه وسلم- عشاءه ويبقى في بيته.
  • زيارة المسلمين: كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحرص على زيارة المسلمين للاطمئنان على أحوالهم، ومساعدة المحتاجين، وتقديم النصح لهم في أمور الحياة. وقضى حوائجهم، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر.
  • صلاة العشاء: بعد دخول وقت الصلاة يصلي صلاة العشاء مع أصدقائه، وإذا كانت هناك أمور مهمة يجتمع مع أهله للحديث. وكان النبي يتمتع بمعاملة طيبة ووجه طلق مع زوجاته.
  • قيام الليل: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستيقظ في الثلث الأخير من الليل ليصلي حتى يؤذن بلال لصلاة الفجر.
  • حياة النبي في بيته: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتمتع بأخلاق حسنة، وتواضع مع أهله. وكان يساعدهم ولا يتردد في ترك ما بين يديه للذهاب إلى الصلاة، إذ لم يكن يعرف أنه يصلي الفريضة في بيته إلا في حالات المرض.

تقليد نبي الرحمة

ويعتبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوة لكل مسلم مخلص في دينه، كما يقول الله -تعالى- في كتابه الكريم: (لقد كان لكم في رسول الله والله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله أكبر.) ومن اقتدى بالرسول الكريم غلبت أخلاقه أحسن الأخلاق. وقد ضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- أروع الأمثلة في تعاملاته مع الناس، مما ساعد على هدايتهم وحب الإسلام. وتقليده يساهم في تعزيز السلوك الصحيح للمسلم، وهذا مؤشر على نزاهته.

فضائل وأقوال الرسول

إن أقوال الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأفعاله تحمل في طياتها فضائل كثيرة يمكن إجمالها فيما يلي:

  • لقد كان الرسول يتمتع بحكمة بالغة وعلم عظيم، رغم أميته التي أبهرت الجميع، ولم يخرج عن طريقه.
  • وكان يحفظ أخبار الأنبياء السابقين دون كتابة، وينقلها إلى أصحابه حرفياً.
  • وأوصى بالأخلاق الحميدة، كصون الأرحام ومساعدة الضعفاء، ونهى عن فساد الأخلاق.
  • لقد عرض الدين بطريقة حكيمة، مؤكدا على أهمية الأدلة والوضوح.
  • وقد عرف بالصدق والأمانة، وهو ما كان يميزه قبل الإسلام.
  • لقد أوصل رسالته بما يعكس شخصيته السليمة ويجذب الناس إلى دعوته.
  • فهم اختلاف طبائع الناس، وتقديم الدعوة بطرق جذابة.
  • – تشجيع التوازن في الأمور الدنيوية والدينية.
  • – بيان حقائق الدين الأساسية وطرق استنباط الأحكام.
  • وجمع بين الحرص على دعوته ومواجهة أعداء الدعوة.
  • وتميز بالكرم والصدق والشجاعة وكل صفات الفطرة السليمة.

نصيحة مستوحاة من أفعال الرسول

وقد وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمته إلى اتباع الخير في الدنيا والآخرة، ومن ذلك:

  • التوبة إلى الله عز وجل، كما قال: (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه).
  • طلب العلم، كما قال: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة).
  • فذكر الله كثيراً، كما قال – صلى الله عليه وسلم -: (ذكر الله أفضل الأعمال).
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • دعوة الناس إلى الله، كما قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه).
  • احرص على قراءة القرآن وتعليمه.
  • ورد التحية بقوله: (أفشوا السلام بينكم).
  • محبة الله كما قال: (يقول الله يوم القيامة – والمتحابون في جلالي أظلهم في ظلي).
  • عيادة المريض حيث قال: (ما من مسلم يصبح مسلما إلا صلى عليه سبعون ألف ملك).
  • المساعدة في الديون. قال: (من يسر على معسر، يسر الله عليه).
  • التستر على الآخرين. ولذلك قال: (ما من عبد يستر عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة).
  • علاقات القربى.
  • حسن الخلق، كما قال: (اتقوا الله وأحسنوا الخلق).
  • القمع والغضب. ومن كظم غيظه دعي يوم القيامة.
  • كفارة المجلس.
  • الصبر على التجارب.
  • بر الوالدين، كما قال: (على الرغم من كراهيته، من انضم إلى والديه عند الكبر لم يدخل الجنة).